تنتهي الأشهر الاثنا عشر و تعيش الأمة الإسلامية على توديع سنة و استقبال أخرى، آملة أن تودع بذلك كل الإخفاقات و أن تفتح يديها لتستقبل مختلف النجاحات، و على شتى المستويات. فهل يا ترى من الممكن أن يتحقق الحلم أو الوعد بالنصر و السلام و يعود الأمان بين جنس الإنسان.
هي خواطر
راودتني لأبوح بها لتكون أنشودة على لسان كل محسن ظنا، مليئا حيوية و عزة و إباء ليقول بكل ثقة أنا المسلم الذي لا يحبني الكثير، لأنهم يجهلونني و الإنسان عدو ما يجهل. أنا من لا يريد إلا الخير على هذا الكوكب لا غير.
عنوان خاطرتي بمناسبة هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي:
👈مهاجر مع محمد صلى الله عليه وسلم
بعد 1446 سنة، أنا مهاجر، حيث أهجر ما نهى الله و رسوله عنه، و حيث أرض الله واسعة، إذا ضاقت بي أهاجر.
- حمى الله محارمه
و حيث الشبهات التي أصبحت تتزاحم من كل حدب و صوب، تأتي و تحج لتحيد بنا عن ما كنا فيه من سلام متبعين لا مبتدعين نسالم و نراحم، و أما الشهوات فهي تكاد أن تغمسنا فيها و تجرنا إليها و تقحم كل غافل منا، إلى الحمى تدفعه و لا تمل من دعوته سرا وجهارا ليلا و نهارا تملي و تقاسم. لهذا أنا مهاجر.
ما كانت دعوة سيدي و مولاي قصة تُروَى ليطرب بها السامع و يفاخر. إنما هي بعد كل ذلك منهجا و سبيلا نتخذه نحن من آمنا برسالته ننشد طريقه و نعافر.
نسقط و نقوم و نتذبذب بين الحين والحين، لكننا مصرون لا نغير وجهتنا. عن سنته لا نحيد، غير شريعته لا نريد، فقد علمنا يقينا أن منهجه الوحيد إن لزمناه نصل و في رحلتنا لا نمل. و لأننا لنا موعدا مع الله بالنصر لنا إن أوفينا به ربنا لا يخلفه.
أنا مهاجر
فكل يوم يشهد، من العجائب والغرائب يشهد بصدق الخبر الذي نبأنا به، و أن الاختلاف يزداد كل يوم بين من رغبوا عن دينه.
- و لكل امرئ ما نوى
أنا مهاجر
بصدق نيتي، أن أجاهد نفسي و أهجر ما استطعت أن أهجر من سيء الأعمال و زور الأقوال و أن أهجر اللغو و أعرض عنه حتى أنال الفلاح.
أنا مهاجر في هجرتي
و حيث أنا اخترت تصحيح مسار حياتي ،و لن أتحجج بحظ محيطي و لا بسوء صحبتي، لأنني و ببساطة بمقدوري أن أغير كلاهما حتى لا أتأذى و أنال من كرامتي.
أنا كرمت بزين الأديان و فهمت صدقا ما يريده الرحمن و أنا به أستعين و عليه أتوكل حتى أبلغ أعلى الجنان.
ثاني اثنين
إن الغار الذي حمى محمدا و صاحبه هو الغار الذي ألجأ إليه كلما، زاغت الأبصار و كلما العقل احتار، أتذكر أن الله معي فينجيني دائما من سيء الأقدار.
أنا مهاجر
في زمن لكع بن لكع و الرويبضة، حتى لا أصاب بالعدوى فطاعون الفتنة قد انتشر في كل مكان. و لا مفر لي إلا أن أغض الطرف عما يبتغي أن يفتك بجوهري، نقاء عقيدتي و يضعف حيلتي. حتى إذا سلمت أذنا لتسمع سحبت من هناك و لم أجد جوابا و لا حول ولا قوة لأعود لأولى سيرتي.
أنا مهاجر و ليشهد من في قلبه مرض أن الزمن بيننا و لمن تكون له حسن العاقبة.
الاستقامة شرط أساسي لاستجابة الدعاء
(قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون)
في اليوم العاشر من ذي الحجة، و الذي يوافق حسب ما ترويه الأحاديث النبوية اليوم الذي نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام من فرعون و جنوده. و قد حث رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم أمته على صومه اقتداء به و شكرا لله و كفارة لسنة.
وفي هذا اليوم، كان اللقاء الموعود و الجمع المشهود، لما تراءى الجمعان موسى عليه السلام و الذين آمنوا معه و عدو الله فرعون و هامان و جنودهما، قال أصحاب موسى إنا لمدركون فرد موسى عليه السلام بكل ثقة و طمانينة قائلا: كلا إن معي ربي سيهدين.
بعدما تربى في كنف ربه و عنايته، فبلغ منه اليقين ما بلغ، لم تخفه قوة فرعون و جنوده و لا جبروته، و ما زعزعته شكوك أصحابه رغم كثرتهم و انفراده بإيمانه جزما بأن الله لن يتخلى عنه بل هو وعده و أوفى سبحانه. و من أصدق من الله قيلا.
فيالها من حقائق جلية، و يا له من إيمان صادق و توكل صريح آوى إليه موسى و هو الركن الشديد الذي لا و لن ينقطع حبله و لا يخيب طالبه. أليس الله بكاف عبده.
ألم يأن لنا أن نصدق بكلمات ربنا التي لا تزال تتلى علينا كما هي و نتخذ الله لنا وكيلا فيكفينا. و نتخذه وليا فينصرنا. أما ذقنا ذرعا بخذلان من سواه أم هو فقط الغرور الذي يمنعنا و يلهينا بالأمل و يثبط عزيمتنا فالله ربنا و هو المستعان.