فلما يئست مني أسلمت نفسي لما سيأتي و دون أن أعترض، حاولت نسيان الأسىى و الفرح، فالأول يطيل الحزن و الثاني يثير الحسرة. لا شيء يمكنه أن يبقى معنا لنتستمتع كفاية. و إن ركزنا فسيكون القلق و التوتر هما المصاحبان لنا.
في الاختيار حرية
أن تمضي في تجاهل تام للمشاعر صعب جدا، و الأسهل من ذلك، أن تخفف أثقالك بحيث تحمل البعض، و البعض تتركه للزمن ليتولى استبداله.
لا أزال أتذكر، كنت أحلم بحجم أحلام الصغار، و كلما تقدمت في العمر صارت أحلامي تصغر كما الظل، لكن الحقيقة الوحيدة التي لا أزال أحتفظ بها هي عدم الاستسلام.
لأنه ببساطة أن تستسلم، أي أن تسلم الشعلة قبل أن تصل، أن تتوقف في السباق و أنت لا تدري كم تبقى لك للوصول. حتى و إن لم يكن شيئا مما ذُكِر، فلا أوحش من أن تكون نموذجا سيئا لمن خلفك. و مَن أحواله قد تكون أسوء منك فإذا أخليت الساحة تبعك من كانوا يستلهمون منك.
قد لا يكون نجاحك متوقفا عليك و حدك، فقد يكون تأثيره يتعداك إلى ما قد لا تستوعبه. ليست الفكرة فيما حصلته في النهاية، و إنما المغزى المشوار الذي اتخذته إن كان واضحا مُسَلّكا فلا بد له من سائرين يحذون حذوك.
من ها هنا تظهر مسؤوليتك التي يوما ما أهملتها و أبيتَ أن تحملها لمّا عرفت مدى جسامتها. مهما كنت و مهما كانت طموحاتك أو محبطاتك، عليك أن تكون مصرّا مثلي أنا.
فالوجع ليس سببا للتوقف أو المغادرة، و يبقى الموت هو الوحيد الذي عند مجيئه تتوقف الأشياء، فلا تستعجل موتك فقد يكون عمرك طويلا فأطله بعملك و الأمل.
كذلك أنا، أحدث نفسي عندما تهمس لي بالاستسلام و تعود بي لنقطة اللاجدوى، أبث فيها روح السعي و أشحذ العزم من جديد مادام لم يخلص خزان الإيجابيات عندي.
هكذا أنا و لا يمكنني أن أحيد عن هذا فعذرا أيتها الأعذار، هذا ليس وقتك الآن.
كن ذا مبدأ و لا تعش على هامش الحياة، فإن لم تفعل ما تريد، تكن طعما لما يريدون. اختصر عليك الطريق، إذا كنت تحب نفسك حقا فأشغلها بما يفيد، و إلا ستلقي عليك اللوم و تشغلك بما لا يفيد.
![]() |
كيف تكونحرا في زمن الاستعباد |
لا تكن إمعة
لا تكن إمعة، فأكثر ما يكره عند الله الإمعة المائع و الخائض مع الخائضين. و لا تهتم لما قد يقولون، و تأكد أنهم سيقولون، و افرح طالما الأعداء يلاحقونك فتيقن أنك في المقدمة، و أنك ما دمت واثق بربك و نفسك فأنت على الطريق الصحيح.
لا تتوقف مهما اعترضك من الأشواك و الحواجز، و حاول أن تطور نفسك و تقوي نقط ضعفك حتى تصل لما تريد و تنتصر. و أول انتصاراتك هي نفسك، حينما تحدثك أنك واهم و أنك لن تستطيع، توقف عن سماعها و لا تعطها مساحة لتزرع فيك إحباطات. فإذا استطعت أن تحكمها و تقودها تكن أقوى في محيطك، و تأكد أنك تختار الطريق الصحيح ثم لا تسمع لمن حولك مهما أوهموك أنهم يهتمون لمصلحتك، فأنت أولى بك من نفسك.
لا تصاحب من يسلبك قيمك و لا يزيدك إلا مقتا و غرورا . كن ذكيا في الاستماع و أذكى في الرد و الاستجابة. أحيانا، يجب أن تكون متغابيا حتى لا ترهق نفسك، و حتى تحميها من مرضى النجاح و التقدم.
و بالتدرب و التثقيف، ستفهم نفسك و عقليات الناس و طريقة تفكيرهم. و لن تلوم أحدا عن معاملته و لكن، اعرف زلاتك و تعلم منها، و اشكر الفرصة التي أهدتك أشواطا من الخبرة، فازددت نضجا و نضجا.
حلق، أنت إنسان حر
عندما تنشغل بنفسك ، و تحب الخير لغيرك تكتسب صفة الإنسان الخير عن جدارة و استحقاق، فأنت تقاسم الأخرين نفس الهواء و نفس الكوكب و نفس الحاجيات و نفس الحقوق، فلم الحقد و الكراهية، و لم شح النفس أكثر من اللازم، أفرغ فضولك مما سواك و انطلق في طريقك لتصل بسلام.
أنت لا ترى نفسك فوق أحد و لا دون أحد، أنت فقط تريد أن تكون أحسن من أنت. أنت لا تحسد أحدا وقد تغبطه، أنت لا تحشر أنفك في شؤون غيرك، أنت لا تملك الوقت لتقارن نفسك بأحد.
أنت إنسان فنان
أنت تختار متى تتحدث ومتى تصمت، متى تطري على أحدهم و متى تعاتب، أنت لا تعرف الفضاضة و الغلاظة. أنت تنتقي في أدق تفاصيل حياتك أبهى الألوان.
أنت فريد و متفرد، ورؤيتك للحياة بعيدة جدا. أنت لا تقف لتحاول تفسير ما كان ينويه أحدهم أثناء حديثه معك . أنت لا تتصيد الهفوات و العثرات لغيرك، أنت تستثمر رصيدك لنفسك .
أنت إنسان ذكي
أنت تختار معاركك الكبيرة و لا تضيع وقتك في ألعاب الصغار. أنت محلل و مبدع، لا تختلق الأعذار بل تستغل الفرص لتتغير الأقدار. أنت إنسان ناضج، تعاتب نفسك و تربيها لأنك تحبها و أناني في حبها. أنت لا تنتظر لتأتيك الشكوى، أنت تحاول السيطرة على عواطفك تجاه نفسك ثم تجاه الآخرين.
أنت لست ضعيفا أو منافقا، أنت تتمتع بحدة البصر و روح الدعابة، أنت إنسان لا يشبه باقي البشر. أنت إنسان حتى في غرائزك ترتقي لأنك تدرك الفرق بين الإنسان و الحيوان. أنت إنسان ترسم حدودك و لا تتخطاها مهما كانت مصالحك متضاربة.
أنت إنسان أجمل حين لا يكون الوجود جميلا . أنت باختصار إنسان يستحق أن ينال شرف الخلافة على هذه البسيطة.
عش ملكا
دعهم يسخرون و يضحكون
عش لنفسك و اهتم بها
إن لها عليك حق
و دعهم يسخرون
لا تهتم
و لا تستعطف منهم أحدا
و لا تستجدي منهم نفعا
و امض حيث تريد
و لا تريهم هفواتك
فهم لك يترصدون
تابع وانشد مقصدك
و تعلم التجاهل و التغابي
ففيهما الخير الكثير
مادامت قافلتك تسير
فضروري أن تنبح الكلاب
عش ملكا
و لا تنتظر من أحد
أن يعيرك اهتماما
أو احتراما أو تقديرا
أنت محط تقدير نفسك
إن كنت تستحق
و لا تهدر مالا و لا وقتا
في ما لا يفيد
و دعهم يمكرون و يغدرون
ستجني ما تحرث
وهم سيجنون
عش بالله
و اجعله الأنيس و المؤنس
في النهاية
لن يصدقك إلا هو
ولن يبقى معك إلا هو
لا تحاول أن تكره أحدا
فهذا لا يليق بك
أنت ملك نفسك
فلا تنشغل بغيرها
و لا تضيع وقتك
ودعهم يفعلون ما يشاؤون
إياك أن تستمع
أو تلتفت أو تنتبه
بل تابع في المسير
و دعهم يمكرون.
كن حرا كالطير
- لأول مرة أحسد الطيور لأنها تحلق و لا تسأم من التحليق، إنها لا تعرف الملل. إنها لا تتمسك بالبيت و المبيت والقت و الحديث، فكل السماء فضاءاتها و كل الأشجار أعشاشها وحيثما تغدو بطانا تعود بحباتها.
- أنت أيتها الطيور تأسرينني بكل ما فيك من الأنفة و العزة و الشموخ.
- تلهمينني فأصير لحظة العشق يمامة حرة تهرب من الشك إلى اليقين و تستهوي التحليق حيث ليس هناك قيود ولا متاهات .
- كم هو رائع أن تحلق فوق الجميع فوق السحاب و فوق كل ما دون السماء. و الأروع و الأمتع إن حلقت روحك يوما في صمت، في لحظة عشق في حضرة الإله، هناك حيث لا تحتاج لجناحين فالخوف والرجاء أفضل سلاحين.
- و القلب متصل هناك منفصل هنا و الأنا تذوب في ساحة الغنى، و لا فنا و لا عنا فمن الله تستزيد كل ما تريد.
- حاول كل مرة أن تغتنم نفحات السحر أو ساعات المطر و استجدي من المنان المنى. صدقني ستنبهر و تختصر، و على ذِكر في قلبك ستقتصر، فهنيئا لك إن أدركتها يوما، إن أدركتها حقا فاستمر...
لا بأس
إن لم يكن في الدنيا خليل قرير العين تهمس له.
يا ليت
حزام ناسف يؤخرك عن عيش الحياة الحقيقية
و يطوقك بجيش من الأمنيات، لكنه سرعان ما يتخلى عنك و يتركك في دوامة الحيرة.
كم مضى كم بقي
لا أسف على من رحل دون أن يلقي بالا للعشرة أو حسن الجوار.
ربما
كلمة تجرك للشك و تفقدك ثقتك في نفسك.
حتما
غدا أفضل بكثير
إن غيرت الخطابات التقليدية في تصورك و آمنت أنك حقا تستحق التقدير بغض النظر عن أي شيء.