خواطر أدبية عن أكتوبر

مطر و أوراق تستمر في السقوط، تعيد الحنين للربى، للأزهار و لسنة الحياة و الموت، و بداية صرخة جديدة لمولود إعلانا بقدومه لهذه الحياة، و عجوز يودع في صمت رهيب، كصمتك يا تشرين. والنمل و الحقول تستعد للتخزين. والعندليب يسافر لرحلة قصيرة هروبا من العاصفة.  و أنا من كل هذا في زاوية على حافة الأوراق المتساقطة،  أنتظر رياح الخريف لتحملني نسمات في الفضاء.

خواطرأدبية عن أكتوبر
خواطر أدبية عن أكتوبر

  •   أكتوبر أو تشرين

 سماء متقلبة غادرة لا تؤتمن، تعكس مزاجات ممتلئة عن آخرها، تبحث عن قناة صرف للتنفيس و التجديد. 
أجساد تبحث عن الراحة في باحة الاستراحة، ليست مستعدة لرياح الشرقي أو الغربي أو زوبعة فجائية. 
ضمائر خالية مرتبكة، ماضية نحو المجهول، مترقبة شروق الشمس في فصل الخريف. 

عواطف صارت عواصفا من الداخل و الخارج، تترقب كل هفوة لتنفجر في أول ضحية، والسبب سرعة الوقت و ضغوطات مختلفة وعقد من الطفولة و الشباب و الكهولة.

لا أحد يريد العطاء، الكل يطالب بالحقوق. الكل يريد أن يأخذ ثم يفكر إن كان سيعطي أم لا . مخلوقات غريبة كغرابة السنين العجاف. أحلامها فوق الأشعة البنفسجية و هي تنضح بالأحقاد والأغلال، و تعاني في صمت، لا أحد يسمعها... تعبر عن نفسها بالدونية و عدم الاستحقاق، و تنتظر مصباح علاء الدين أو جيوش سليمان ليمروا من هنا.

 نفوس هزيلة مريضة، لا تعرف من الحب إلا نفسها و تفكر بنظرية المؤامرة، و أنها ستغرق في أي لحظة. عقلية مثيرة للشفقة تتفرج على القادة و تنتقدهم. و من كثرة السهر لا تستطيع التبكير، و إن بكرت تمسكت بألف حجة ثم تنتظر التغيير

هو  شهر كباقي الشهور يأتي و يرحل،  آية و عبرة، و فرصة للنهوض بعد السقوط، و لنسيان الأحزان.  فرصة لاستدراك الأحلام،  نافذة على المستقبل فاختر النظارات التي تراها  مناسبة لك في تشرين و في باقي الفصول .

ومضات

هي أيام الخريف تبدو قاسية، كنت أنتظرها منذ مدة فأنا أحتاج للتغيير،  سرعان ما مللت الأجواء الصيفية، و الآن تأتيني يا شهرا حاملا معك حقائب المجهول، و مبرزا غطرستك في القدوم. هل تظن أنك تخيفني، لا أعتقد أن شيئا ما ما يزال يشعرني بالخوف قد أحزن نعم و هذا وارد، لكن أن لا أمضي حيث أخذت قراري و حزمت أمتعتي، هذا غير وارد، و لا يمكنني التوقف.

 أنا أعلم منذ البداية أن طريقي الذي اخترته شاق، و أن رحلتي فيه غريبة، لكنني بالمقابل بت أوقن أن كل هذا يستحق المغامرة ، سأخوض تحديا لأجل نفسي لأنها تستحق الأفضل، و لأنها خلقت لتكون الأفضل ما دامت رعاية الله معنا.

 سأسقط و أنهض و أحفظ في كل سقطة درسا يعطيني إياه كل الناس، فأنا ممتنة للجميع. كلمات أعنيها حين أقولها، فالمحب و العدو نعمتان لا يعرفهما إلا من أراد يوما أن يعيش الحياة. و لولا حب الله لنا لما جعل في طريقنا سلالم للتقدم، ففي كل شيء فرصة يراها الضعيف سببا ليتوقف، و لا يراها الناجح العازم إلا درجا يدوس عليه ليتقدم .

الرضا

 ما أجمل اختيارات الله لنا إذ خلقنا أحرارا، نعتنق ما نشاء و نؤمن بما نشاء و نعيش السلام الداخلي، و ننعم بما لا ينعم به الكثير من الناس.

 الحمدلله دائما و أبدا و كافيا لدعمنا و نصرنا في أحلك الأوقات. إذا بلغت الرضا بحكم الله الوافرة، و قرأت الحياة في صمت و فهمت طباع البشر ترتاح كل الراحة و تفهم نفسك أكثر من أي وقت مضى. فاكتف بالنجاح الداخلي لديك و اشتغل عليه ليتجلى و يبيد شوكا من حولك و يزرع ورودا و رياحين.

 ليس نحن من نعشق التحدي و لكن، هو من يعشقنا كأنه مبعوث من الله لنا ليبني لنا زمنا يليق بنا و نمحص  خلال مواقفنا، فكل شيء ثمين ، العمل على الوصول إليه أثمن . فكن مع الله و لا تبالي .

  • صفعة الخريف

 مغرور و قاس يا أيلول، تشبهني في غموضك حين تأتي فترة التجرد من أفكاري، و أحول ما سبق من أحزان إلى أوراق صفراء.  الاصفرار يعني الذبول و عندي كل شيء يذبل ألقي به لا مبالية.

 تشرين كذلك فيه شيء يشهبني، و هو يعرفني أكثر منك. و لأنه ماطر أكثر فطبيعي أن أستأنس به أكثر منك. تشرين ناقوس لمن لا يزال يحتفظ بالوريقات الصفراء. لمن ما يزال يطمع في أن تصبح يوما ما خضراء. 

تشرين سنا و برق لمن يريد أن يتقدم لا أن يتمسك بالحشائش. الحياة دائما تبدأ بعد الغبث لا قبله و تتطلب الشجاعة و الإقدام لا الاختباء. و أنا أريد أن أكون في الرحلة القادمة. و أعيش تفاصيلها...

ومضت السنة، و عاد شهر تشرين الأول، لكن هذه المرة عاد بكل التحديات و المخاوف و أتى وفي طليعته تباشير لعودة الحمام و السلام. نعم، و في المقابل، كان هذا الشهر الفيصل للكثير منا بين ما نختاره و ما نكون. إن كنا سنقف مع النور و الحق و الحياة، أم أننا سنظل نعاني في الظلام و لا يكون لنا موقف فتدوسنا أقدام التاريخ.


هي محطة صعبة و خطيرة، يعقبها فلق لا سواد فيه. فلينظر كل منا إلى حاله، و ليراجع طموحاته و أسباب وجوده حتى يتخذ موقفا ليعيش  عليه قبل أن بفوت الأوان و يلتهمنا الهوان. فلا قامت لنا أمة و لا كلمة. فمتى نستجيب...,
كم نحتاج من الوعد و الوعيد لنصدح  بالحق  و نرفع رأسنا و نستقبل الحمام في سماء مدينتنا.


ما كان تشرين ليمضي قبل أن تتمخض جبال النفاق و تنهدم. ما كان تشرين ليفضي إلى طريق قبل أن تشحن الهمم، بعدما بلغ منا الألم ما بلغ. و منا من أصابه العمى و منا من اعتراه الصمم. و المصيبة أن مصيبتنا بيننا أصبحنا نراها لمم. 

هل هناك ما يفوق هذا الألم؟
تالله لحياتنا بلا روح لأرحم منها العدم. فأين العلم، أين العلم؟ يا أمة القلم، حياتنا تنادي فهيا هلموا لغاية القمم، فلبوا النداء و  أحيوا الرجاء فأرض السلام ثمنها أرواح و كلها فداء لله العظيم و لله دركم، و إلا فانتظروا، إن غدكم ندم.
  تحية شتوية على أدراج تشرين 
و يوم سخي بالمطر كهذا لا يمكن نسيانه. برعوده و البروق الخاطفة تخطف قلبي و تعيده لإحدى الفصول السابقة. و عندما تكتسي السماء بالرمادي من الألوان، أدرك جيدا أن الحياد ضروري أحيانا حتى يسمح باللقاء أو الفراق ليتخذ كل منا ما يشاء. لا إكراه أبدا. 

و ما هذا المطر إلا قدر و سخاء و عطية تنبئ بتجدد الحال أو التغيير. فإن كنت يائسا فلا مكان لك هنا بين الأحياء، أو كنت بائسا فلا بأس و لا تبتئس لأن في الغيب ما يدهش الأبصار، و لتكن صبورا كما هذه الغيمات و لتكن مستعدا للشدو مع الكائنات. 

هنا المطر،
 هنا معزوفة الحياة تنطق بلا حواس، و ترتجل أشعارا و سمفونيات. كل يستطيع أن يستمع لها و يفهم كنه هذه الآيات . سيظل هذا الخير من المطر رمزا للإحياء و لاستعادة الحب و لمن أراد أن ينتفع من الغيث مادام يتنفس. و أنا حري بي أن أتجمل بالكلمات و أنتقي ما أجده قبل أن تتوقف هذه البركة و تأخذ الطبيعة شكلا آخر. 

كانت هذه ديباجة الشتاء تحملني في نزهة خفيفة و أستعيد من خلالها مجد الحروف و نتعاقد لبداية أخرى إن شاء الله. بداية تناسب حجم ما تحمله الغيوم و السحب من أسرار. 
MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-