أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

خواطر بعنوان ومضات على الدرب

 و في سيرنا إلى الله، لا بد لنا من وقفات و ومضات نستنير بها و نراجع بها أحوالنا لنكون على بينة و هدى فيما يراودنا بين الفينة و الأخرى.

خواطر بعنوان ومضات على الدرب
خواطر بعنوان ومضات على الدرب

هل تريد أن تعلم إن كان الله يحبك، فانظر إلى رسائله و آياته و ابتلائاته لك. 

فإذا وجدتك في طريقه أو طريق من يسلك طريقه فاستبشر خيرا، و اعلم أن فيك خصال يحبها الله فحافظ عليها و زد منها و كن فيها محسنا لتزداد منه قربا و حبا. فوالله لقد رأيت في حبه العجائب، و ما وجدت لها قراءة و لا تفسيرا إلا لأنه يريد بك خيرا ينادي عليك لتطلبه فيعطيك و تسأله فيرضيك و تستهديه فيهديك.

 فمن ذا الذي يعزف بنفسه عن رضاه إلا مجنون أو شقي. 

حب الذات أو تقدير الذات، كل واحد كيف يفهمه و فيم يلخصه. و بالنسبة لي أرى أنه ليس في الترفيه عن النفس أو أن تفعل ما تريد، لكن الحياة علمتني بعد البحث و التجارب حقائقا و و جدت تعريفا حقيقيا استنبطته من القرآن الكريم هو صريح التعريف عن من يحب ذاته حقيقة و ممن يكذب عليها فحسب، و هي التي يقول فيها الله تعالى ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه  آية عميقة و رسالة مباشرة للبحث و الخوض في ملة إبراهيم عليه السلام "التوحيد"و المجسدة حرفيا في شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهما صحيحا بعيدا عن كل تأويل خارج عن سياق كلام الله. 

مقامك حيث أقامك 

لكل نفس هوى، لذلك وجب ذكر الله بين الحين و الحين. لا أحد منزه أو غير معرض للزلات. غير أنه منا أصناف، فهناك من يذكر الله و يستحضره فلا يطيع هواه، و هناك من يغفل فيذكره الله ساعة الابتلاء، أو يرسل له إشارة فيتذكر و يتق الله.

 و هناك من يغفل و يأنس الغفلة و لا يتذكر إلا بعد أن ينساق في لحظة ضعف، فيحكم عقله و يتذكر هفوته فيتوب و يستقيم، و هناك من لا يتذكر و يتبع هواه و ينساق لها و هو يشعر بضعف و قلة حيلة، و يشعر بعدم الراحة و يسوف استقامته من وقت  لآخر، و هناك من ينغمس في اتباع أهوائه يمينا و شمالا لا يبالي بل و يرى أنه على حق، و أنه غير منافق و يعيش الواقعية حسب اعتقاده. 

كل هاته الأصناف لا بد أن تجدها في أحد منا، فلينظر كل منا أي صنف هو و ليرى مقامه في ما أقامه الله فهناك يجد مقامه. قراءة صعبة تستحق منا المراجعة و التصحيح و التسلح بمراقبة الله لنا حتى يكون لنا عونا على أنفسنا أولا ثم على الأهواء الخارجة كلام أوجهه لنفسي و لكل قارئ لهذه الكلمات عسى أن يصلح حالنا و نكون من الذين قال  الله تعالى فيهم إن الذين آمنوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.

  •  إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء

 إذا طلبت الهداية من الله يهديك الله لا محالة، لست بمفسرة للقرآن و لا محللة بل أقول ما أدرك من خلال تجاربي في هذه الحياة . 

كل ما تطلبه تجده، و إذا كان في عالم الرياضيات أن واحدا زائد واحد يساوي اثنان، ففي قصدك و مطلبك من الله الأشياء أدق و أحكم. 

لن يهديك الله إن كنت لا تدعوه أو غافلا في دعائك أو كنت لا تدعوه بيقين، تدعوه بجوف فارغ وقلب شكاك، لو أن لك مثقال ذرة في أن دعوتك لا تستجاب، فإنك لست مؤمنا بعد بالله حق الإيمان، إن كنت في معصية مصر عليها و تطلب الهداية، أو تظلم أحدا فأنت أبعد ما تكون عن الهداية، و أن الشيطان يزين لك طريق الغواية.

الهداية 

الهداية أن تسألها و أنت تعاني من ثقل الهموم و كثرة الذنوب و كأنك في سفينة توشك أن تغرق و لم يبق لغرقها إلا لحظات فتتمسك بالنور الذي تستشعره بقدرة الله على أن ينجيك، فتدعو بحرقة و إلحاح لأنك مضطر أصبحت لا محالة، فإما ستنجوا و إما ستغرق.

 و كذلك حالك أيها المسلم المتذبذب، فأنت الراكب على متن السفينة و بحر الفتن التي تسبح فيها وتغرق في كل مرة لا و لن توقظك لتنتبه إلى أن يهديك الله بل توقف هاهنا عن العوم في المياه العكرة و توجه إلى الله بقلبك، و أخلصه بالإنابة إن حقا أردت الاستجابة، ولا تكذب على نفسك و تجعل لك ذرائع أنك غير محظوظ و أن الهداية من الله و ليست بيدك، هذه مجرد أوهام شيطانية يزرعها فيك الشيطان لتتمادى، تيقن أن الهداية لمن يثق بالله وبحسن الظن فيه سبحانه،  فهو القائل و من يومن بالله يهد قلبه. 

انتبه

أنت يا من لم تجد لقلبك دليلا و لا لشهواتك لجاما، لأنك تضعف في كل محاولة كن صادقا مع ذاتك مرة واحدة و اسأل علام الغيوب الذي تستخف برقابته لك في الخلوات ظنا منك أنك تخفي عن عباده الزلات، فلولا ستر الله لك لفضحت و كنت من شر ما خلق، لكنه يمهلك في كل مرة لتستفيق من غيبوبتك، لتحيا حياة حقيقية و كيف تحياها و قلبك ميت و ضميرك عطلته.

سيهديك الله 

أن يهديك الله هو أنك تقرأ هذه الكلمات و أقرأها معك، لنتلقى جميعنا رسائل الله بحسن القبول وحذار أن نسوف أو نعرض عن آيات الله بعد إذ جاءتنا، ألا نخاف من أن تنكت في قلوبنا نكتة سوداء يتبعها طبع أو موعد مع ملك الموت و العياذ بالله. 

فلنحرص على ملء قلوبنا بمراقبة الله و الاستحياء منه لينالنا الخير كله لأن مجرد هذه الخطوة كافية و كفيلة لتوزن أعمالنا بطريقة أخرى، فالنية الصالحة أبلغ عند ربنا من ذاك العمل. فلنخلص نوايانا و نتوكل على الله بحسن ظن تشرح صدورنا و تطمئن قلوبنا و نكون مع الفئة الغالبة إذ نصير حينها في كنف الله و نسعد، فاللهم اهدنا سواء السبيل .

  • الحياة أولويات

من المسلمات ألا تتعلم حتى تخطئ، و أن لا تخطئ حتى تخوض في تجارب الحياة. نحتاج أحيانا للصمت، لحالة توقف مع حالنا لنقيم مشوارنا، أرباحنا و خسائرنا. نحتاج لأن نكون صادقين مع أنفسنا لنرصد الخلل و نشتغل عليه. فليس كل إخفاق سببه الآخرون، قد نكون نحن السبب و نحن لا ندري، قد تكون العشوائية و التسرع، قد يكون تلهفنا للمغامرة و غالبا تكون عدم دراستنا للعواقب. 

عندما نكون شجعاء بالقدر الكافي لنعترف بسوء تدبيرنا، حينها نضع يدنا على الجرح و نبدأ بالتشافي و العلاج، فلرب زلة علمتنا الأمور كيف تمشي من بدايتها، و لبئس غفلة طائشة دفعنا ثمنها غاليا في وقت كانت التفاتة منا و انتباه يغنينا عن كلمة  ليت و لعل.
 الجميل في هذه الحياة أننا نكبرعقلا أكثر منه بدنا، شئنا أم أيينا،  فمن لم تعلمه النعم الشكر تؤدبه النقم و تعلمه الصبر ثم النصر. 
أتعلمون ما هو الفضل، هو حينما تخسر صفقة ما أو تجارة أو عشرة أشخاص، و تجلس فتجد أن جوهرك لا يزال يلمع و ضميرك لا يزال يقظا و إنسانيتك لا تزال ورقة بيضاء، هنالك تفخر و تتعجب كيف أنك محظوظ لأنك شملك فضل الله على كثير من الناس، اكتف بهذا الانتصار و ستتلاشى أمام عينيك كل الخسارات و تصبح تافهة لديك، فما فائدة ربح الأشياء و قد خسرت نفسك، كل الأشياء تحل بتؤدة إلا الضياع الداخلي فإن حدث فصعب جدا إصلاحه قبل فوات الأوان.
دائما تذكر أيها الإنسان أن تحافظ على المحرك الوجداني لديك، دائما احرص على سلامة قلبك و دونه كل الأشياء تهون.

و خلق الإنسان ضعيفا

- من حكمة الله أن تضعف أحيانا، لتبحث عن القوة من القوي، من العدل أن تضعف لتشعر بالآخرين و تقدر إحساسهم. بل من الشفاء أن تشعر بالضعف لتتخلص من الغرور و الزيف الذي كنت تلبسه طوال الوقت. 

كيف للمرء أن يرى جماله من خلال ضعفه، نعم، لو تدرك أنك أنت الإنسان في تكوينك و احتياجاتك و أهدافك تبقى ضعيفا و ناقصا، لأنك شيء من هذا الكون الناقص برمته، فلا يجب أن تحزن لهذا الكلام، لا على العكس تماما،  أنت واقعي أكثر و متقبل لذاتك، و لولا إدراكك لضعفك و نقصك هذا لما عرفت القوي سبحانه، أليست بضدها تعرف الأشياء، و لله المثل الأعلى.

فحين تشعر بعدم الاتزان، لا بأس أن تبكي و تشكو حزنك إلى الله و تفرغ كل الأحاسيس المبهمة و التي لم تستطع تفسيرها. 

هون عليك، فالدمعة أصدق رسول و السجود محل القبول. أقبل على ربك و سل تعطى، و مرغ جبهتك ترفع، ستنهض محلقا بعد أن أتيت مكسور الجناحين. ستشفى نعم، و ستروى بالسر الأبدي، باللطف، بالحب و بالأمان، فهل بعد كل هذا تجد ضعفا أو غير الله ملجأ، فكن بالصبر مستعينا و بالصلاة قائما و تهيأ لاستقبال المنح و العطايا.

  الحياة إخفاقات و تحديات

-  طوبى لمن ألهمه الله ذكره في الخلوة و الحل و الترحال.  كما هذا التسلسل الترابطي، كما أنت و عمرك، فإن خرجت لساحة الحياة مبكرا، الجدير أن تكون أنضج ممن هو أقل منك سنا. و كلما تقدمت عمرا ازددت بصيرة و حكمة، و يتغير ميزانك للحياة شيئا فشيئا. كل هذا طبيعي و يقل كلامك و ينقص انبهارك بالكثير من الأشياء. و يبدو لك العمر كله يمضي كسرعة البرق. 

- من المسلمات أيضا أن كل ألم عشناه  كشف لنا معادن أنفسنا و من حولنا، و عدل فينا ما اعوج من رؤيتنا المثالية لهذه الحياة . كلما كنا حالمين أكثر كلما صدمنا أكثر و أكثر. و كلما كنا واقعيين كلما صرنا أقوى . 

- هي حياتنا مدرسة من لم ينجح فيها فقد رسب، مهما علا نجاحه في الميادين الأخرى. و كيف يكون النجاح في دنيا الغرور. يكون بترتيب أولوياتنا من التزامات تجاه ربنا ثم أنفسنا قبل أن نفكر في الآخر كيف سينظر لنا و هل و هل...

 الحقيقة أن العواقب هي من تفرض اهتماماتنا. حتى لا نخسر أنفسنا، ففي النهاية سيختفي الجميع من هذه الساحة، فلم نقدم أشياء أقل أهمية على أشياء أهم و أخطر. يجب الالتفات لمثل هاته الهفوات التي تفقدنا قيمتنا أمام أنفسنا و كذا أمام الآخرين حيث نعتقد أنهم سيقدرون مجهوداتنا و إنما على العكس تماما إنما نبدو و كأننا نعيش على هامش الحياة، و فقط لإرضائهم. و هناك من يفسرها كأننا لا قيمة لنا إلا بتواجدهم .

حتما مخطئون و ليس مهم ما يعتقدون بقدرما هو مهم من نحن و كيف نكون.

MAGDA
MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات