لا يمكنك أن تكون إلا أنت، مهما حاولت وتصنعت و تغيرت و تظاهرت، لكنك في المواقف الصعبة، و في لحظات الوحدة و النصر و الهزيمة، لن تكون غيرك. مهما كابرت، في كل مرة تختلف عندك القراءات و تتباين حسب الوجوه، و حسب المواقف لتلعب بها كتلك اللعبة البوزل المحيرة التي تدعوك لترتب قطعها لتحصل الصورة الصحيحة.
![]() |
مقالة ادبية تحت عنوان واحد من الناس |
- لا تكن أنانيا و تعتمد على مصلحتك في التغيير و التصنيف، فليس من لا يجاريك أو يحقق رغباتك هو إنسان شرير أو سلبي، قد يكون في أكمل إنسانيته حين لا يريد أن يكون منافقا أو متملقا، قد يكون منطقيا أكثر منك، قد لا يكون يكرهك أو يعاديك كما تعتقد، قد يكون مهموما أكثر منك و مع ذلك يخفي همومه عنك، لأنه يشعر بك و بغيرك و لا يحب أن يشارك جراحاته حتى لا تتضخم و تنقل العدوى.
كن حكيما
- ليست قراءتك للناس صائبة دائما، لست دائما ذكيا و تقرأ ما خلف السطور، قد تكون محدود النظرة و الفكرة و أنت لا تدري، فلا تحكم على الناس من خلالك ولكن، حاول أن تكون منصفا كلما دعتك نفسك للحكم على الناس. و إن أردت، فاحكم من خلالهم كما تحب أن يعذرك الآخرون و يجدوا لك مبررات، فمشكلة الأنا عندنا تطفو كلما اقتربت بيننا العلاقات الإنسانية أو تباعدت، فكن إنسانا في كل اللحظات، الإنسان الذي يتعرض لتقلبات المزاج و الدهر و بشتى الضغوطات.
كن على طبيعتك
- حين تشعر بالآخرين و باهتماماتهم و معاناتهم، ستكون حقا إنسانا ولن تكتفي بالدوران في حلقتك وزاويتك، فأنت لست بالأهمية بمكان إذا كنت ترى أنك عال على هؤلاء البشر و أن مصلحتك قبلهم، و لكن حين تفكر و تصنع لذاتك، حاول على الأقل أن لا تبنيها على سعادة أحدهم أو لتتميز عنهم و كأنك سيدهم، يكفيك أن تكون سيد نفسك بالدرجة الأولى و الآخرة لتعيش معنى أن تكون إنسانا ناجحا . فلا تتظاهر بما لست أنت عليه فالأقنعة لا تدوم، تبلى و تسقط مع الأيام.
👈في رحلتك...
أحيانا تتعبنا الحياة فنستسلم، نتغاضى عن كل ما كان يوما ما حلما لنا.
- عندما يأتي الفجر و يغدو بظلام الليل، تتأهب المخلوقات حاملة معها نسيم الفجر و شعاع الصباح لتعطي أملا، و تزرع نفسا جديدا في الكائنات، و أنا أكون من بينها، فإذا ما لامسني هواء الصباح أنتعش و تدب الحياة في من جديد بعد الخمول الذي كنت أعانيه فأنهض.
لكل من يرى هاته الأيام على أنها أوراق تتساقط ، و أيام تتعاقب كتعاقب الليل والنهار ، أقول، جد لك في هذا الخضم نسيجا و اصنع لك فيه ملاذا تأوي إليه، فقطار العمر قصير، و من ركب لن يستطيع التغيير، لكن بإمكانه تغيير توجهه كلما صادمه حاجزا من الحواجز.
- لا تغفل أيها الراكب عن أخذ عبرة من كل محطة. انتبه لكل مسافر يصعد أو ينزل، و انتبه للعدة التي معك، قد لا تكون ملائمة أو كافية في رحلتك المجهولة، و التي تبدو لك زاهية بالمناظر، لكنها لو علمت حافلة بالمخاطر ، ليس تخويفا و لا تأليفا، إنما استنتاجا تجده كلما تجددت خلية في جسمك أو طال ظفرك.
اعلم أنك لما زرعت حاصد، و مقبل أيما إقبال على رحلة منيرة مثمرة أو مظلمة مقفرة، فانظر إلى حالك و قس عليها، فإن كنت مقتصدا فزد في حسابك و استثمر في حسناتك، و لا تكن بخيلا، كن سخيا و نورا للآخرين و شمعة تضيء ظلامهم.
فما فائدة أن تكون خيرا غير نافع لغيرك و نموذجا أنانيا في هذه الحياة.
👈الأنا (بين الإيكو و الذات الحقيقية)
فاضت أقلامي في ليلة سخية بهية جلية، انسلخت فيها من الأنا الوهمية، و اكتشفت أن بإمكاننا أن تكون لنا أنا حقيقية. فكيف السبيل، و هل من الممكن أن لا تكون خدعة و مجرد كلمة تثير السجية، بحثت و قرأت و درست، فوجدت أن الأمر كذلك، و أن بذل الجهد كفيل لكل منا إن أردنا أن نكسب القضية. و أننا نحن البشر تركيبتنا قد تكون مرنة أو جامدة حسب المواقف و الحيثية.
نحن كائنات تتأثر الأنا بين الإيكو و الذات الحقيقية
- حقيقتنا أننا كائنات حساسة و آراء الآخرين تؤثر فينا بشكل أو بآخر، فحينما يتعرض أحدنا لأفعال مشينة مخزية من قبل نفوس مريضة أو مضطربة في الشخصية، وجب علينا أن نتوقف هاهنا.
قبل أن نمضي في شأننا، علينا أن نتخلص من ملصقات الآخرين المفترية، و حكمهم علينا من نظرتهم السطحية. فنحن لسنا ما يرون و ما يقولون و إنما نحن ما نعتقده عن أنفسنا. فإذا تخلصنا من الانتقادات الخارجية، صفت سريرتنا و عاد الاستحقاق لنا لكل شيء يليق بنا.
هيا لنؤثر
- فلنتذكر دائما أن نضع ترشيحا و تصفية للشوائب التي تعترينا حتى لا تتراكم و تشكل منا الأنا الوهمية، الغير الواعية و المدمرة لشخصياتنا الحقيقية.