وإذا وجدت الناس قد ذبلوا، و عن الجمال و الحب ابتعدوا، فاعتزل قراهم و أدر ظهرك و هاجر إلى أرض ينبت فيها حبك و يزهر، و يملأ الفضاء بالعطاء. فالبحر الميت لا حياة فيه، والكارهون للحياة لن يناضلوا من أجلها.
![]() |
كلمات في الغربة( خواطر أدبية) |
- اكتف بالكنز الذي بداخلك و حافظ عليه، و اسقيه بين الفينة و الأخرى. اسقيه بحسن الظن و التغافل و كن كعابر سبيل، لا تطيل المكوث حتى لا تكون ثقيل الدم و ابق عزيزا تعش طويلا.
خاطرة👈سلام للطيبين
سلام على المارقين في صمت
من يفهمون مشاعرنا
فيجبرونها دون أن يسألون
سلام على أولئك المحبين لنا
و حتى إن لم نكن معهم
لغيبنا يحفظون
لا يرضون أن يسمعوا عنا ما لا يرضينا
سلام على البسطاء
من يألفون و يؤلفون
بلا حسابات و لا كلام يؤذون
سلام على التراب الذي عليه يمشون
و لهم منا خالص التحايا و حسن الظنون
خاطرة👈على متن قاطرة
كنت مسافرة،
كصهول حافرة،
في أعماق الماضي
لهمومي مكابرة ،
أتذكر الإصرار و طعم الانتصار
في تلك الحقبة الزمنية ،
استوقفتني لحظة جائرة،
ادعت باستحالة الوصول لغاياتي.
قلبت أوجاعي،
هي تريد استرجاعي
للأيام الجائرة
همست لها في صمت وقلت
حتى في الخاطرة
أحلامي ثائرة
وعلى المستحيل
شبه قادرة
أنا لا تستكين إلا إذا
أتت ساعة رحيلي
فإما نجاح
و إما تقدم
ليس في قاموسي كرة خاسرة
كذب من قال أن في العزلة وحدة، لقد صرنا في الوقت الذي أصبحت فيه الوحدة مكسبا و راحة من التكلف و الحرص على فلتات اللسان. و حتى لا نضطر لتأويل ما قد تحتويه الأذهان، نعتزل سفاسف النوايا لنكتشف خبايا من نوع آخر مع أولئك الذين استظرفوا حقبة كنا فيها سواسية، و كانت استحقاقاتنا جديرة بأن تفرض نفسها لأنها حقيقية، و تعبر عن ذواتنا و أحلامنا.
أما الآن، فنحن غرباء مع من هم ليسوا يشبهوننا، و زمانهم يجهلنا و هم معذورون.
لقد سقطت همزة الوصل في الزحام و لم ينتبه لها أحد. سنحيا كما نشاء و نستمتع، و ندعهم يعيشون كما يشاؤون و يستمتعون. إننا نجيد التصالح و التعايش و لكن، هل هم تراهم يفهمونهما أو يجيدون..... ؟!!
قيراط
و يبقى الجميل جميلا و إن شوهوه، و يبقى الليمون ليمونا و إن عصروه، و يبقى معدني أصيل و لو حاولوا أن يغيروه.
نحن الطيبون لا نغير معدننا و لكن، مع التجارب نحسن تقديره و تدبيره، و بالتالي لا ننفقه إلا على من يستحقه.
الطيبون ليسوا أغبياء و لكنهم قليلوا التجارب.
الطيبون أناس من ذهب و نوع قيراطهم نادر جدا، فإذا وجد فهو لا يمكن تصديقه لأنه مستبعد بقاءه في هذا الزمن بامتياز. فإن تيقنوا بوجوده حاولوا مقاومته. و لكن رغم الكيد من الند تبقى سنة الله نافذة و الخيرية حتما هي الغالبة.
انتكاسة الربيع
- و بعد أن يصفو الجو و تتزين السماء بزرقتها، و تسارع العصافير فتغادر أوكارها و تتمايل أجنحة الفراشات. تأتي العاصفة بلا موعد و تكفهر السماء من جديد، و تلبس السواد و تعطي بغضب و صخب. و ها هي كل الزهور تطأطئ رؤوسها إحباطا و انطفاءا.
كم من ربيع لكل منا في أوجه وأدت جماله مئات العواصف، و تربصت به الدوائر حتى لا يجري الماء في ينبوعه، حتى لا تتجلى ابتسامة الاستحقاق عنده، كأنه سنة من السنن. و كلما تكرر الأمر أدركنا أننا حقا في خضم هذه الحياة و لسنا على الهامش.
واقعيتنا كالفصول الأربعة، و إذا أردنا أن يزهر ربيعنا فلابد أن تتعاقب فصولنا الأخرى، و السر الوحيد الذي يصنع الفرق في هويتنا، طموحاتنا، أهدافنا و إنجازاتنا، هو الاستمرار و النهوض في كل سقطة.
كلما واصلنا في السير قدما كلما اقتربنا من الهدف المنشود، و ما انتكاسة الربيع إلا منعطف لا يجب أن نقف عنده و إنما أن نجعله فرصة للتأمل و التدبر، و زيادة معرفتنا بأنفسنا، و بهذا الواقع الذي لا يمكن أن يكون إلا مزيج المتناقضات المتشكلة و المتكاملة، و ما علينا إلا التبلور معها بحكمة و التطور بحنكة مع تحديات الحياة.
خاطرة👈 على خدود الكلم
على خدود الكلم سألت عبراتي
لما أطلت التفكير و النظراتي
إني مستاءة لدرجة أكاد أن
يغمى علي من الضربات
فيا دموع قولي
هل يغادرني الحزن في أيام
أم تظنين قد تطول معاناتي
إني كنت قد تسلحت بصبر جلمود
و ظننت أني قوية لما هو آت
فإذا بي كنت مخطئة و أعيش على شعاراتي
فهل يا دموع أنعم بعد هذا الضيم أمنا
و هل يا ترى تجود أيامي و أمنياتي
************
و نقتفي درب المحبين طوعا و كراهية. ألأنهم بصموا لنا جمال الحياة قبل الرحيل، أم لأنهم كانوا هم الجمال في هذه الحياة فلم نعد نقنع بما دون عطائهم. و مهما كان جميلا تثاقلناه لأنه يظل في غيابهم ناقصا.
محكوم على الصادقين في الحب بالإخلاص إن غابوا و إن حضروا. و ما يشفع لغربتهم إلا صفاء نيتهم و إيمانهم بأن صدق المشاعر شيء لا يتكرر .
و يبقى لنا معهم في الذكريات لقاء و أحسن عزاء.
على ماذا يقتات المكلومون؟
يقتات المكلومون على الذكريات السعيدة. و بذلك يستطيعون الاستمرار و المقاومة، خصوصا إذا كانت ذكراهم لأناس بصموا حياتهم بالجمال. يأخذون صورهم يقبلونها أحيانا، و أحيانا يحدثونها كما لو أنهم معهم، ثم يأخذون الصور و يضعونها بلطف في مكان قريب من مجلسهم بحيث يستطيعون العودة إليها كلما أرادوا ذلك.
أنا واحدة من أولئك، و الراحلون عني فعلا أجد في استحضارهم إكسيرا يخفف آلامي، و يحيي المواجع و كذا يضمد الجراح. و ما يسكت بكاء قلبي إلا أملا في أن يكون لنا حظ في سعة رحمة الله فتجمعنا بهم في دار مستقر حيث لا فراق و لا أحزان. فاللهم اشملهم برحمتك.
👈رحلة
نعم أنا كنت هناك
بجسدي و روحي
و جميل ذكرياتي...
ها أنا الآن راكبة في القطار
يأخذني في رحلة
أكسر فيها الروتين
أو ربما ألاقي مشقة من نوع آخر
كيف هو إكسير الحياة يا ترى
هل في السفر
أم محل نظر
أم نحن الذين نصنع الإكسير
من خلاصة حزننا
لنعيش و نستمر
هناك في الأفق
آلاف النجوم و قمر
سيظل يذكرنا
بجمال الليل في حلكته
و من خلاله
لنا فيه رموزا و عديد الصور
هذا القطار
رحلة مصغرة عن الحياة
كل منا في شأن و حاجة...
ساعات و ينصرف
كلنا إلى شأنه
كذلك الحياة...
في تعبها و نصبها
و حتى حين تجود
ما نحتاجه الآن
بعد فترة لن تبقى له حاجة
فلماذا نتمسك
بالأشخاص و الأشياء أحيانا
ما دامت ستتركنا أو نتركها
ما هذه السذاجة.
أم أننا نحتاج أنيسا
حتى نتقاسم غربتنا
أو ننسى حتمية النهاية.
في كل يوم قصة
قد تتجدد
و الأجمل أن نحسن كتابتها
و نزين الديباجة،
كن مشرقا حتى في غروبك.
هكذا اخترت أن أعنون رحلتي.
ركبت القطار و جلست في المقعد المعاكس لاتجاه القطار ، أتطلع المناظر و أنا أغادرها شيئا فشيئا.
تباذرت إلى ذهني لحظات حياتنا الماضية أو أيامنا التي نبتعد عنها فنغترب أكثر و نقترب إلى المجهول أكثر و أكثر.
تجاربنا كيفما كانت، نقيمها و على قدر الاستحقاقات نقدرها حتى نشعر بقدر من الرضا، حتى لا نشعر بالندم و التحسر. سنة التغيير نلحظها أكثر كلما سافرنا فننتبه لسرعة تغير الأحوال و ضمنها مواقف و نعم تتجلى كلما تطلعنا في غيرنا من البشر. فلا نخرج في النهاية بمنحة أكبر من العافية.
العافية التي اختارت مشيئة الله أن تكون لنا صاحبا في أشياء لا حصر لها لا نعلمها خفيت، و في جملة الحجب كان فضل الله شاملا. فلم هنا بالضبط تغيب نعمة الشكر و كيف الجرأة حين تحل محلها العين المتطلعة و النفس المتمنية فيما لا تملك و كأن الأمر لها فيه أحقية .
في مثل هذا يكون التأمل و كف جماح النفس و عدم اشغالها بغير اللحظة، ففي الانشغال عديد النقم و جلب فتن قد لا نقوى على مقاومتها كما كنا نعتقد .
هي رحلة مصغرة مضمرة في رحلة حقيقية بين تاريخ الولادة و الوفاة. قطار واحد يمضي لا رجعة فيه بينما الاختيارات تبقى متاحة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورا. فلنستمتع بالآنية ما استطعنا إليها سبيلا، و لنكن أهلا للذكر فيمن ذكر.
تملق
يتقمصون اللطافة كلما شعروا بالوحدة،
ثم سرعان ما يخلعونها، فهم لا يكترثون لك و لا للجودة التي تعطيها لهم.
المهم هم أن يكونوا في أحسن حال.
محال أن تنعتق منهم إن كنت ترى في اقترابهم فرصة.
اعكس الأمر و اجعل معرفتهم لك حظا كبيرا
و كنزا ثمينا لن يجدوه حتى في أبهض بورصة.
دعهم، و دعهم يعيدوا الحسابات ليعرفوا ما اقترفوه في حقك.
ارسم على شفتيك ابتسامة و غادر.
علمهم كيف يشعرون و يعيشون إن أرادوا يوما أن ينتهزوا الفرصة.
استياء
بحثت في كتب الأدب، قرأتها وصِلتها بواقعنا، للأسف لم أجد أدبا.
بحثت في كتب التاريخ، قرأت عن الأمم، كيف تنشأ و تزدهر ثم تسقط... نظرت لأمتي وجدتها في القعر لم تزل، فلم أدر هل نحن في مرحلة نشأة أم نهاية و سقوط...
بحثت في كتب الفلسفة، فازددت أسفا...
بحثت في كتب الدين، أعجبتني السير و الحكم، نظرت إلى أحوال من يدعون الدين، لم أجد إلا حيرة و تعتيما.
بحثت في كتب القانون... وجدت البنود و المواثيق و العهود. على أرضنا، لم أرى الأغلبية و لا الديمقراطية و لا الوطنية و لا مبدئيا.
تهت في نفسي... لم أجد دليلا يرشدني أو يخلصني. بت أشك في نفسي إن كان الخلل مني ينبعث؟!
خوفا على سلامتي العقلية و الخُلُقية، أوقفت التفكير و عزفت عن القراءة و التحليل.
اكتفيت بالصمت لعلني أسلم من الفصام و الذهان و ثنائية القطب.....
قررت أن اهتم بالشعر فأكتب معاناتي و أحلامي و أنشرها لتتسع في أرجاء الفضاء...
قررت أن أطرب نفسي بنفسي... يبدو أن هذا زمن الطرب.
أسرار
أسرار على القطار و على المدار و في البيوت و خلف الأسوار،
و أعيننا لا ترى إلا ما يتراءى لها، كذلك المخفيات من الغيب
كم تحمل من أسرار و لا ندرك منها إلا ما يبدو لنا أو ما عرته
الأقدار.
في الجوار، قلوب ممزقة تلوك الصبر و تنتظر الفصل و تنتزع
الحياة من قلب النهار.
شكوك متضخمة في الرأس مدوية لا تعرف القرار و تظل
القلوب بئيسة و الأعلام منكسة. متى يتوقف الموت و يتغير
المسار.