قد لا يعرف عنها الكثير، لكن من عرفها لا شك أنه تغير نسبيا إن لم نقل كليا و أضحت معالمها عليه واضحة التأثير.
👈 الليلة الظلماء للروح إن حلت تطول، و تأتيك فيها العواصف و الرعود و البروق و تصبح حالتك تشبه أولئك الذين يكاد البرق يخطف أبصارهم، كلما أضاء لهم مشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا. و بينما أنت تتخبط في جروح الماضي و قيودك، و أنت تتطلع للتحرر و لكن لا تعرف كيف، في رمشة عين إن قدر لك و كنت صادقا في هذا التحرر، ينبثق لك نور دقيق بعيد، إن أمسكت بأدنى طرفه خرجت من جب الظلماء بسلام.
وقفة وجودية
1- تمر برحلة حقيقية لم تعشها من قبل، و تتجلى لك الحقائق التي كنت لا تبصرها، و تدرك لا محالة أن هناك من علم بحالتك دون أن تحتاج لتشرح له و أهداك إلى الخلاص، حيث تستعيد روحك جوهرها و تبدأ من جديد من نقطة البداية لاكتشاف من أنت و ما تريد و لم حصل معك كل هذا، فتستطيع أخيرا أن تفهم كنه هذه الحياة القصيرة و المختصرة .
تباشير الهدى
2- لا يأتي الفجر إلا و قد انكشف غطاء اللبس عنك و اهتديت بلا نجم و إنما وصلت باستشعارك بقوة كبرى و لطف خفي يحتويك من كل جانب و تسمع في داخلك خطابا يقول لك إنه الله معك فاطمئن و لا تخف. تنجلي ظلمات ليلتك و تنجلي معها جوانبها المظلمة في روحك و ينفلق الفجر معلنا ولادتين ليوم جديد و روح جديدة متعطشة للحياة محبة لها، تواقة للتعلم و العطاء. مؤمنة أن الأمس قد انتهى و الغد دائما أجمل و إن طال انتظاره، فحتمية النور الذي ينتظرك في آخر النفق يستحق منك الجهاد.
3- و تشرق شمس الله في الأرض و تشرق أنت معها من جديد فيصبح صباحك له طعم جديد مختلف، و الغروب عندك محطة مرحلية انتقالية لا أكثر، و تفرح بكل شيء لأنك توقن حقا أن كل شيء يحدث لسبب، و تتعلم أن عدوك الوحيد هو الاستسلام و تدرك حقا إن كنت مسلما معنى الآية الكريمة و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
هي الليلة الظلماء للروح التي تسبق بزوغ الفجر المشرق الخالي من أقنعة النفاق و العقد. لكل من اجتاز هذه القنطرة في رحلة حياته و اجتازها بسلام، أقول له الحمد لله على سلامتك و مرحبا بك في حياة الناضجين.
حديث نفس
دعني أتسلل من نفسي إلى نفسي و أقص عليها ما اشتهته من زمن بعيد. أكون السندباد الذي يحررها من ضيق الركود و تكرر حالات الاستياء. أذكرها أن في الأخيلة عروضا مغرية تنعش الروح و تطهرها من درن الكره و الوحدة و القسوة.
قد يعجبك ايضا
★ و في القصص المستحيلة تجد لذة نادرة تأنس بها، تطمئن لها و تجوب في حضرتها حضارات بلا تاريخ و لا أزمنة مقيدة. حتى إذا ما بدأت في التشافي من الإحباط و روتين الجفاف، حتى إذا ما اطمأنت لعالم ما وراء الشمس والأرض،اصطدمت بحائط الوهم ليردها لتتألم مرة أخرى، و تتعلم قوانين سارية عادلة لا تفرق بين المهموم و المغرم صبابة في ظله المعدوم.
★ قوانين هي تقرع الإحساس و العقل و الجسد أحيانا ليستفيق كل من ضربت له الحياة موعدا في زخرفها و زخرفتها كزهرة زكية العطر جميلة النظر قصيرة العمر . فحق النفس علينا أن ننتزعها منها و نردها إليها، و أن لا نسرف عليها بالإهمال و لا بالإجلال حتى لا تضيع منا و نفقدها فتفقدنا قيمتنا في دوامة الزيف.
★ و عندما تضيق فضاءاتي بشساعاتها و تتيه كلماتي في استرسالها، ماذا أفعل غير أني أنهال على القلم مرة أخرى و أشرع البحث في المجهول لأخرج من رحم الحزن شرنقة الفرح. لأنشر رحمة الله التي أودعها في و أسقي بها صفحاتي لتكون بدورها بلسما لكل تاليها. من يدري، قد تفيق ساهيا أو تواسي باكيا و لن تعيق شاكيا أبدا ما دام عن ربه راضيا. فالصدقة أنواع و أعتقد جازمة أن البر كذلك.
هل كلنا يملك المال ليتصدق، و هل كلنا يستمتع بالسعادة ليبتهج، فلم لا تكون صدقاتنا متنوعة، أليست الابتسامة صدقة في ديننا، فكذلك رسمها و الحديث عنها و جذبها هي من أزكى الصدقات إن كانت خالصة لله. فكلنا عنده ما يكفيه من الهموم و الأحزان و المخاوف و التحديات.
كلنا عنده ما يكفي من الشكوى، و أنا قررت أن لا أكون مع الكل. لست لأنني شاذة أو مكابرة، و لكن لأنني أدركت تماما أنني لا أستطيع النمو في ذاك الاتجاه. أنا زهرة والزهرة كما تعلمون تحتاج الرعاية، و حيث الأسى و اللوم تذبل أوراقي و لا أكون زاهية فاعذروني إن اخترت عن طواعية درب الأمل و القطوف الدانية.
★ نعم إنها قطوف هبة من الرحمان أتت و لا محل آتية، أتدرون ما القطوف و ما هي، هي اليقين بأن الشمس تشرق بعد كل ليل و البحر يهدأ بعد كل موجة عاتية.
القطوف هي غض الطرف عن النواقص و النظر إليها كفرصة ثانية للحمد، للشكر و للطمع و الرجاء في الزيادة في ما عند الله. القطوف أن نتعلم و نتدرب لنسعد . أن لا نحزن على دنيا فانية. تلك إذا هي القطوف الدانية.
👈تغريد
قررت أن أغرد هذه المرة قبل الطير ،فأنا أصبحت أكثر حرية منه. داخل هذا النسق المتناقض و المتشابك، تعبدت طريقي و إلى الله سأمضي بخطى ثابتة ألتمس الرضا في كل نائبة، أعود خطوة للوراء، أفكر في الأسوء
الذي قد يطالني و أسأله الوقاية، فإذا حدث ما أكره أساله الرعاية
أنا بإيماني سأقطف النجوم و أحلق روحا إذا ما غفت الخلائق لأنني علمت أن الله حكيم و لطفه سابق في البرايا.