هي أولى قصائدي و بنات أفكاري، جمعتها في ديوان و أسميته خلف عبق الياسمين. هي تجربتي الأولى في الكتابة و الشعر. و هي تتضمن قصائدا منوعة.
![]() |
ديوان شعري بعنوان خلف عبق الياسمين |
على مدى الأيام
هواك سيدي يجعلني صغيرة
و كل يوم أقضيه معك
تنطفئ شمعة و توقد شمعتان
يجب أن تعلم هذا
فقبلك كانت دمعتي في الصباح
و في المساء دمعتان
أهواك رغما عنك و رغما عني
و رغم البحران اللذان لا يلتقيان
أهواك إن أدبر الصبح أو اقبل المغيب
أهواك إن ضعف الشباب أو طلع المشيب
أهواك فالدنيا بك تغدو دنيتان
هواك سيدي يجعلني أميرة
فدقة تخفق في القلب هناك
و تخفق في الروح دقتان
لقد عرفت السر الذي يجمعنا
فأنا و أنت تجمعنا همزتان
أهواك إن قصر النظر
أهواك إن خسف القمر
أهواك إن أوراقي يوما بعثرها القدر
أهواك فنحن كالدوال تضمنا لمتان
أهواك ما شاء الله
أهواك في فرحتي و في أنين الآه
و دام لساني بك ناطقا بعد الشهادتان
أهواك
أهواك يا شعاعا من قمر
أهواك كما يهوى الطير السفر
بأنفتي
بكبريائي
بكل تناقضاتي
أهواك
أهواك كما لم يهوى قبلي بشر
و أنزع من قلبي حبك
لأحبك من جديد
يا حكاية من همس السهر
يا عاصفة تجتاحني بعد توقف المطر
أين السبيل
و كيف الخلاص
أين المفر
و أنت نصيب من حكم القدر
يا لوعتي
يا أرجوحتي
يا طفلا من زمن القهر
يا أنت
يا أنا
يا أروع لحن عزفه الوتر
ستظل في نفسي الماء
و الهواء
حتى تتحرك أوراق الشجر
حتى تجري المياه في مجاريها
حتى يلين الحجر
فحبك يا سيدي مثل القدر
يعرف متى يأتي و متى يرحل
حبك يا سييدي مثل المطر
يعرف متى يسقط و متى يفتر
و أنا لا أملك إلا أن اشمه مثل الزهر
لا أملك إلا أن أتنفسه مثل العطر
فهواك يا سيدي قطعة أثرية
أغلى من الموناليزا
هواك يا سيدي قمة في التجدي
و أعلى من برج بيزا
هواك دخل التاريخ بمحض الصدفة
و خدش بقوائمه كل لغاتي
هواك كشف موهبتي و أظهر حياتي
هواك سر إبداعي و كلماتي
فكيف لا أهواك
و حنينك يسري في ذاتي
في تلك المدينة...
خلف أسوار تلك المدينة وجدت نفسي
وجدتني و أنا من كنت بالأمس ملكتها السحرية
متى دخلتها
كيف خرجت منها
لا أعلم
فأنا فقط هنا
رمت بي الأقدار هنا
كريمة هي الأقدار
أليس كذلك
حين تزرع في نفوسنا الهواء فنستنشقه من جديد
حين تتداركنا الألطاف و نعشق الحياة من جديد
حتى حينما نستسلم للألم
يظل فينا بريق صغير من الأمل
ننشده لنحاول تقريب البعيد
أذكر عندما سرت في جسدي قشعريرة...
في ذلك اليوم الذي أحببتك فيها
أذكر أنني كنت سأنتزع
و كانت تتملكني كتل من الخوف
و كنت جبانة يومها
كنت كذلك فقط لأنه سرت بجسدي قشعريرة
كان كل ذلك ردة فعل طبيعية
لقلب هواك و خشي يوما أن يفقدك
سمعت أن الحب مغامرة
أنه لعبة تشبه المقامرة
و ازددت جبنا كلما كنت أقرأ هاته المناظرة
و كنت كلما أقرأها
تصادفني نقطة الوصول
و أكتشف أن الحب فعلا مغامرة
و أنه لعبة تشبه المقامرة
حتى أيقنت يوما أنه لا مجال للمخاطرة
ففي النهاية ستأتي النهاية
و سيفوز أحدنا و يخسر أحدنا
تماما كما في لعبة المقامرة
بقيت هناك في قلب المدينة
لا أدري لم و لا تسألني لم
إن كان تحديا فقد خضته
إن كان تخفيا فقد عشته
إن كان غبنا فيك و جبنا في فقد قلته
ما المشكلة الآن
بالعكس لم تعد هناك مشكلة
لم تعد لدي مخاوف و لا تعتريني قشعريرة
و أين ذاك الوهم الذي كبرته في عيني و أسميته جبنا
أي شيء كان يستحق مني المغامرة
أي شخص كان يستحق مني المخاطرة
إن لم تكن في الأصل مدينة و لا أسوار و لا ملكة حزينة
بل هي خرافة لا أنكر أنها كانت ثمينة
غدت في البحر كما تغدو السفينة
حديث الروح
حبيب و هل لكل قلب حبيب
طوى أحلامي ذاك يوم غريب
هوت فيه ركائزي و كم
للمرء أركان فيحسبها تصيب
أفرغت في المناديل دموعي
و قلت الوفا ليس في الحب ما يعيب
إن تنس أنت أيام الهوى
كيف أنسى جرحا سال و حكيا يذيب
نذرت للصمت كل قصائدي
و رحت أسأل الفؤاد عله يجيب
أجنونا ذاك الذي مررت به
أم خمر الهوى كان لي فيه نصيب
هي الأيام عاندتها و عاندتني
فانتهى عراكنا و فاز فينا اللبيب
إن قلتم بليدة في الجوى أقل
عزيزة حرة عاشقها لا يخيب
أو قلتم مريضة ضاع عقالها
بدائها شفيت لا عراف و لاطبيب
ومهما يك أمسي خاب و جروحي لا تطيب
فغدي أفضل و إن غدا لناظره قريب
الغول و العنقاء
كانت لنا أيام و كم كانت هي جميلة
كبر فيها قلبنا
كما يكبر الزيتون في الأرض الخصباء
كنت أنت الغول و أنا العنقاء
فكلانا مستحيل الإمكان
و كلانا كان يعيش قصة حمقاء
كنت أنت الشمس
و أنت القمر
و بك كنت أميز اصباح و المساء
أهديتني كلمات
هي ليست كالكلمات
و زرعت في قلبي وردة حمراء
أما أنا
فكنت كما قلت أنت
كنت و لا أزال صفحة بيضاء
علمتك حروف البراءة
فنسيت حروف الهجاء
إذا
غدوت أميري
و صرت سندريلتك الحسناء
و غدت جنتنا خضراء
لكن قصرنا
ما كان ليتحمل البقاء
فلبناته كتبت بماء
و عرشه كان على الهواء
لذلك كان مصيره الفناء
فلا تجزع إذا حبنا لم يعانق السماء
لا تنس أنك الغول و أني العنقاء
لكن تذكرني دائما
و طب نفسا إذا حكم القضاء
عودة و ندم
لا عليك يا صغيرتي
فالدنيا مدرسة كبيرة
و أنت رغم الذي كان تبدين منيرة
كنور هاته الشمعة تبدين منيرة
و من أنا
لتسكبي علي دموعا
من أنا
حتى تفرقي بسببي جموعا
و ما فعلته حتى
تطلقي بسببي الدنيا
و تنثري اسمي عليها ربوعا
هل كنت حكاية يومك كل مساء
هل علمتك كيف يكون الوفاء
هل أعطيتك جناحا
و طرت به في أعالي السماء
ماذا فعلت لك
لتصيري بعدي
عاشقة في خفاء
و هل في حبك ما يخجل
يا من كتبت حبي في اروقة الفضاء
هل في حبك ما يذهل
أجيبيني يا فسحة في فصل الشتاء
أجيبيني و لا تحبيني
فلا ينفعك حبي في فصل الشتاء
لأنني لا أستحق منك الوفاء
فقليل عليك الثناء
و كثير علي الوفاء
فقولي لي
اين رحل عنك البهاء
و الجدائل الحمرالتي
كانت تزين وشاحك و الغطاء
كل ذلك
أين صار يا ابنة حواء
فصمتك هذا يضنيني
صمتك هذا يقتلني و لا يحييني
فاختاري بين الأمرين
و لا تذبحيني
فإنك إن فعلتها
من الرجولة تقصيني
و ما أنا إلا بنفس عزيزة
و عندي الكرامة تعنيني
فحبك و إخلاصك كان علي هزيمة
و تجاهلك الآن هو أكبر شتيمة
فإن كنت لئيما معك
فكوني أنت الكريمة
كوني أنت الحليمة
و إلا فتمهلي
حتى تواري علي التراب
و لتقيمي بعدي أكبر وضيمة
سأرحل
سأكتفي بحبك و أرحل
سأختفي عن عالمك و لن أسأل
سأودعك
و أودع دمعاتي و أحزاني
سأريح أقلامي
أهواك
نعم و أهوى القمر
و جو السهر و لحن المطر
لكنني مضطرة هذه المرة
سارحل
فلا تلمني و لم القدر
اذهب يا نسيمي و لا تتمهل
و انتف من ظلي و تعجل
و لا تقل إني
و لا تسأل الحنين عني
فأنت كنت في أوراقي البطل
و حلمي الذي عاش و مات بلا أمل
لكنه قدر علي حصل
بحلوه بمره أفل
و ها أنا أفل معه بلا خجل
فقصتنا لم تكن إلا خرافة
ليس لها عنوان
لم تكن إلا لوحة
ليس لها فنان
لم تكن سوى لحظات طائشة
لعبها الزمان
لم تكن إلا كذلك
و ما هي إلا كذلك
سأرحل فلا حاجة للبقاء
فحبنا لن يعيش ما دامت السماء.