من الحقائق التي وجب التنويه بها في زمن كثر فيه الجهل و انتشر بين الناس فلجأ البعض إلى الخميسة و التميمة، و الحرز وصورة العين الواحدة. فمنهم من يبتغي الحظ، و منهم من يريد الحفظ، و ظهر دعاة الطاقة و سماسرتها في أبهى الحلل، بشواهد مختومة و رسائل غير مفهومة. المهم عندهم أن تُسَلّم بما يقولونه لك وتتعرّف على كنوزك الخفية من مختلف الشكرات. و تقيم طقوسا في بعض الأوقات لتوافق بزعمهم النور و القوة و طريق الخلود.
القرآن الكريم: الدواء الشافي
ارتأيت أن أتحدث بعلم من الله، و تجربة تغني عن الدروس النظرية عن دواء شاف و برهان كاف و حجة بالغة تغني عن كل هذه الخزعبلات التي تجر ضعاف النفوس و مهتزي العقيدة إلى ضلالات التأويل.
إنّي لما أصابني في مشواري من الهم و الغم و الحزن و الضيم، لم أجد أنجع من الكتاب الذي لا ريب فيه. و حق عليَّ أن لا أكتم ما أنزل الله من الهدى و البينات و شُكر لي أن لا أنسى فضل الله علي في التوفيق لما اتخذت كتابه دليلا و هاديا إيمانا و يقينا لا تجربة و فرضية.
كذلك أحببت أن تكون في روايتي هذه دعوة للحائرين و التائهين و المتوغلين في الأمراض الروحية و النفسية. من لم يجدوا بعد خلاصا من الوساوس القهرية و من الأسئلة الجبرية و التي إذا دقَّت باب المبتلى و استرسلت كانت مجلبة لكل شبهة خفية. فأمرَضَت بذلك القلب و ألبست عليه فصار متخبطا في عالم الأباطيل تأخذ به و تتركه حيرانا بين التشكيك و التصديق، حتى إذا أراد الخروج منها نازعته فكرة أخرى و هكذا حتى تفتك به فتكا.
شفاء القلوب والأبدان
إن القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه و سلم معجزة و حجة و نور و هداية و شفاء. هو كذلك شفاء لما قد يعتري هذه النفس من أمراض، عادية كانت أو مستعصية. لأن بركته غير متناهية. فربنا الذي قال في محكم كتابه : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57]. و قال كذلك : {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء:82]، و هو القائل عز من قائل: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} [فصِّلت:44].
إن عموم التفسير الذي تناول شفاء الصدور من الشرك و الكفر و النفاق و العجب و غيره من أمراض القلوب لا، يمنع من أن يكون أوسع و أشمل من ذلك، فإن كان الماء يتأثر بالقرأن، وعموم الخلائق التي تهدأ و تطمئن لذكر الله، فكيف بجسد الإنسان و نفسه التي هي من صنع الله تعالى و من أسرار خلقه، و التي نزل القرآن ليصلحها و يهديها إلى صراط مستقيم.
تجربة شخصية مع القرآن الكريم
لقد وجدت في القرآن الكريم و في الم و السبع المثاني ما لم تحسن مداواته عقاقيرالأدوية وحدها، بل كان هو بالنسبة لي الأصل في الرقية. فكانت القراءة و الاستماع و استعمال بركة آياته في الدهن و الاغتسال بمثابة الوصفة المثالية.
و بعد حين من الزمن، أتت ثمراته و بدأت تتجلى في مختلف الصور. في خروج ما شاء الله أن يخرج من أخلاط فاسدة و استفراغات و عقد نفثتها شياطين ماردة. و شيئا فشيئا، بدأت تظهر العافية.
وحتى إن لم يبرإ المريض دفعة واحدة، فإن أكبر نعمة يجلبها القرآن هي صفاء القلب و الصدر من الكتمة واختفاء الغم و الهم. فتسكن الروح و ينشرح الصدر للمسلم فيعود له حب الحياة و حسن ظنه بالله بعدما يكون قد أوشك أن ينهيه الاكتئاب و الحزن.
مشاركة تجربة مع آيات الرقية والاستشفاء
و على سبيل المشاركة، سأتقاسم هنا هذه الآيات التي صاحبتني أثناء فترة علاجي و قد كانت تأتيني في ساعة العسرة لمّا أكثر من أيات الرقية فتشتدّ علي الحالة فأجدني أرددها. و منها ما كنت أراه في منامي. و حين بحثت و جدت أنها آيات الرقية و الاستشفاء، و قد و ثقتها حينها دون زيادة أو نقصان لما تذكرت منها، فاستبشرت بذلك و استمريت عليها و ما مسني السوء. و الحمد لله رب العالمين.
دعاء بالقرأن
فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا و نور صدورنا و جلاء همومنا و ذهاب أحزاننا.
آيات من سورة الرحمن
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)
آيات من سورة النور
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
آيات من سور مختلفة
- قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) الحجر.
- سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) القمر.
- وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)سبأ.
- هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) الشعراء.
- ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) ص.
- فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) الصافات.
- وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ (20) المؤمنون.
- وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) النساء.
- قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) الشعراء.
- إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) هود.
- قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) يوسف.