سرمدية الأحلام، سفيرة الأقلام. إذا قرأت لها شدتك الحبكة، فبين السطرين ألف حكاية.
جاءت على استحياء في عصر تشتكي اللغة العربية، نسجت من الرثاء أروقة إحياء بين الرفات يرقد أحبابها و يعيشون كل يوم أحداثا بين أحضان أوراقها.
في كل ليلة تأتي الأحداث و تمضي إلا هي. حي في الأذهان خطابها، مر علقم إذا عاتبت عتابها، و بين الزوايا لا تبتغي إلا الذي يتوق إليه جوع أقلامها.
و رغم الصور التي بين السطور و رغم الكبت و المحاولات في سبيل إخفاء الجذور، إلا أن لها في كل زاوية صورة تعكس الموجود .
![]() |
خواطر تحت الاحتراق |
لا بد أن تحمل الألم الذي بداخلها و تسوقه و تفرغه على الأوراق و الصفحات ليتبدد اليأس الذي يحدق بأرجاء قلمها.
هي التي أقسمت ألا تكون إلا سفيرة للإنسان العميق الذي لم يتدنس بعد بعوامل تعرية الحضارة. ستجيبك دائما في إحدى كتاباتها عن أشياء كانت تقبع في وجدانك و تنخر بالأسئلة. و لأنها تشبهك في عموم الإحساس، فستجد كذلك كيف تُربًتُ بالكلمات على نفسك و تجعلها بلسما ينفي التسخط و التذمر على قسوة الأقدار. فما دام لها في الغيب حسن ظن يلوح و عوضا كافيا مأمولا بأن ينسي الجروح، فلذلك هي هنا تخط ما يمكن خطه. و ما لا يمكن يبقى حبيس القلب و العقل في دولاب الأسرار المسكوت عنها...
على بساط الأمنيات... يحترق الصبر
هذه أمنيتي. لن يقيدني الخوف، سأكسر حاجزه، و التردد الذي في صدري، علي أن أواجهه و أقتحم هالة الباب المخيف. الذي صار هاجسا يزعجني و يقض مضجعي.
تحدياتي باتت وشيكة و معاناتي بدأت أتجرعها فهل أعود إلى الخلف، بعد أن اخترت مشواري و قلت سأصنع قراري. هي أقداري سواء كتبتها أم لم أفعل ستقتحم أقلعتي و تذروني كما تذرو الرياح رؤرس السنابل فما أنا فاعلة يا ترى...
هذه أغنيتي، لن يفيدني إن أنا توقفت هنا و لم أكمل طريقي في الدراسة و القطف. نعم ما كنت أتوقع كل هذا الضغط في هذا الظرف، و لكن سأقولها بكل صراحة و وضوح، ليس لي سبيل إلا الوصول لآخر الفصل، فإما نجاح مُعَجَّل أو مُؤَجّل يحتاج لصبر و قوة إيمان حتى لا نغض الطرف، عن أننا مجرد بشر لنا حظنا في الاجتهاد و السعي، فلا تسألني من الآن فصاعدا و لن أسأل كيف؟!
ولادة من نوع آخر
قصتي بدأت...
لم تكن وليدة اليوم.
لا شك أنها كانت وليدة المتراكمات من الألم و الفقد، و من أجمل الأشياء التي حدثت معي هي أنها بدأت حين اعتقدت أنها النهاية لكل شيء جميل.
فتبين بعد أمة أن الجميل يبتدئ في كل محطة إن أردنا نحن ذلك.
قصتي، حكايتي بل رسالتي
أن أكون بالوعي الكافي الذي يجعلني أدرك حقا
أنني ما زلت أعيش لهدف ما.
و موعد وداعي يجب أن يكون فعلا تمام رسالتي التي جئت لأجلها.
حين نتوقف عن الاستهتار بالوقت و العافية، سندرك تماما متى يجب أن نقبل أو نحجم. و في كلتا الحالتين، أن لا يكون هناك هامش لا جدوي.
حتى في الفواصل لدينا و أوقات الراحة، علينا أن نعتبرها أوقات شحن و حشذ طاقة لننطلق بقوة أكثر و عزم أكبر.
هذه الحياة كالمرآة، و قبل أن ننظر إليها يجب أن نجهز أنفسنا قلبا و قالبا كيف نريد أن نبدو ليكون الانعكاس و الإسقاط واضحا و جميلا.
1-على بساط الحب
حتى في الحب لنا نصيب، فلا يخدعوك أيها المسلم أنك محروم و مقهور. أولئك المقهورون الذين ما عرفوا من الحب إلا شهوة تنقضي ووطرا كما البهائم. فعيب، و إنه لعيب أن يعدوك بالسعادة حين تتحرر و تتخذهم نماذج و أسماء، طمعا في أن تعيش قصصا حمراء على بساط منهجهم المريب.
لا تحتاح أنت، و لا أحتاج أنا من يعلمنا أن الحب ما كان عيب، فالمضرة في ديننا لن تجدها إن كان في الحب ريب. فالله أولى بالتمجيد و التحميد و هو الذي خلق القلب للحبيب. و طوقه شراعا حتى لا يضيع الحبيب.
فاختر ما تشاء في دوائر الحلال من صحبة و محبة و اترك فتيل النيران واحذر أن تقع في شراكهم أيها اللبيب.
هي صناعة الفاحشة لا يطهرها غلاف و لا حسن نية. سيبقى رغم الكيد العفاف طهر و منهج لمن أراد أن يتخذه سبيلا في زمننا العجيب...
2-بوح على عتبة الاحتراق
*****************
حوار مع القلم
كن أنت السفير و المعبر عن كل لسان طوقه الحزن ، و ألجمته الحلائق المستبدة عن الكلام. أيها القلم الوديع البديع، انطلق و أخرج من غيابات النفس جراحات و أنفاس كادت تختنق. حتى لا يحترق صاحبك و تتطايرشظايا أعصابه... حتى لا تموت أفكاره إذا ما حالت دون التدوين. فكيف له أن يكشفها أو يحلل المعقد منها.
في أيامنا هذه، لا أحد لديه وقت ليسمع أحد. الكل منشغل بلا حد و لا عدد. رفرف أيها القلم بالكلمات الصاخبة و الضاربة في عمق الضمير، عساه يصحو الضمير و يدرك أو يتدارك أن نسقنا البشري قد تمزقت أواصره و انقطعت سبل الأمان إليه. اكتب و اصرخ بأعلى صوت في زمن الأصوات الخافتة و انتهاكات الحرية اللافتة...عادت السلطوية تعشش من جديد في الأنا و تنسيه أنه ليس إلا راكبا مؤقتا على سفينة الحياة.
مقاربات التفكير صارت تضيق، و أضيق من الضيق نفسه...و الحيرة حلت بديلا عن الحرية، و الإحساس بات الأقل سعرا حيث لم يعد يعمل له أي حساب و لو على حساب الكرامة و الآدمية.
بالله عليك أيها القلم، ماذا تبقى لبني آدم إن لم يعد فيه آدمية تعيد نشوته للحياة و تعيد ترتيب أساسيات الضمير و دوافع العيش على هذا الكوكب المظلوم.
حصيلة الإنسان في الإفساد باتت ثقيلة عما سبق من الأزمنة... و على ما يبدوهي تنبئ بالاحتضار. فاضرب أيها القلم صميم الفؤاد و أوجع، لعله يستفيق الإنسان النائم بداخل كل منا... إن الخطر يحوم، ها هو يقترب شيئا فشيئا فاضرب بالكلمات وأصب صميم الفؤاد، لا مجال للسكون أو السكوت.حالة...
عندما يمتزج الشعور و تختلط على صاحبها المشاعر بين
الشوق و الهروب، و الخوف و الأمان، و الحب و النسيان، و الكره و الاستفهام... عندما يشعر القلب بالقلق، و
في نفس الوقت يشعر بالحنين... عندما يغترب الإحساس و يجده أمام العديد من القراءات، بين ما هو و ما يظنه عنه و مايظنه عنهم فيما يظنونه عنه هو.
عندما تدق عضلات القلب
دقات غير عادية، فلا هي لحب و لا هي لخوف و لا هي لتوق و إنما هي كذلك استفهاما لما
يحيط بها من مجموعة مشاعر متضاربة متقاربة متباعدة، مقبلة مدبرة ساذجة و حيية حقيقية
و مكذبة.
فما التفسير لها و ما الإسقاطات التي توافقها و هل يجوز الجزم بأنها حالة عادية إذا ما كانت مرحلية في حياة الإنسان، أم أنها قد تكون عرضا من أعراض اضطراب في الشخصية يحتاج لحكيم فيلسوف قد ألم بما وراء الملامح و استطاع أن يرى ما
خلفها و استشعر دواخل النفس المعقدة المبهمة. يستاء المرء أحيانا إذا ما خالجه
الشعور بالملل و الركود، أو كان محطما من الألم و المعاناة. و قد يبلغ قمة سعادته إن كان ممتلئا فرحا و نشوة، و لكن أسوء شعور أظنه حتى الآن هو حين لا تعرف نوع الشعور و لا كيف
تسميه و تعجز في وصفه و تبقى حبيسه مدة تفقدك الصواب و تفقدك التوازن فتريد أن
تتخلص منه و أحيانا لا تريد.طموح و تحديلماذا تعاكس أيامي
و هذا النهار عنيد
و رغم وضوح شمسه
لا وثوق في ظله
السحب التي كانت بعيدة من هنا
باتت قريبة
هل أتراجع عن سهامي
و استثماراتي
و دأبي و حلمي المجيد
أخبروني أنه رغم جماله
لن يعيش
و لن يكون له ريش
لم يعجبني الكلام
فثرت و ثرت
كما يتمرد الحمام
و طرت بعيدا بجهدي
أحاول إرضاء حدسي
و تحقيق أحلامي
و قلت في ثقة و احترام
لن أتنازل
طريقي و حلي الوحيد
أن أجوب الصحارى
و الطريق الوعرة
فيوما ما أنا في انتظار
لتسطع شمسي
و يضحك النهار
عما قالوه و رسموا عن حلمي الحصار.
أنا كلي إيمان و كلي صبر
و لا أخاف أنا من زعزعات الضمير
و حدود آفاقي
لا تعترف بالحائط القصير
سأقفز و إن تطلب ذلك عمري
و أيامي
أو أن أمكث
تحت شمعة أستنير
سأبلغ المراد
و يختفي النهار العنيد .
سيخحل أن يتكلم في حضرة الإيمان
و سيكون حينذاك اليوم السعيد.
وهج قبيل الانطفاء
كنت أحتاج لهذه الجرعات من الوضوح و الاستيعاب. و أحتاج لتوكيد خواطري لأواجه مخاطري. بالكاد أدركت أنني بالفعل خرجت من النفق المظلم. النور الذي يتراءى لي قوي جدا، هل بمقدوري أن أتحمله؟
لا بد أن أستعد، علي أن أحمل نظارات تليق بهذا النور الذي يفيدني و لا يؤذيني كما لو أن شخصا خضع لعملية في بصره و أثناء خلع الضمادات عن عينيه عليه أن يحترس.
لن أقول أن السذاجة كانت كبيرة، و لكن سأقول أن النتائج المستخلصة و الحكم المتدارسة ستكون أكبر بلا شك. فكم جميل أن تكتشف مخزون القوة بداخلك التي لم تكن تعرفها فتجدها كما تجد الحصالة التي امتلأت عندك منذ زمن بعيد، و حين فتحتها تفاجأت بقيمة النقود التي فيها.
أن تكون عبدا شكورا لا ينحصر في شكرك للنعم، هو يتجاوز ذلك حين تخرج من محن فتكتشف أنك أعطيت منحا و لو لم تمر منها ما أعطيتها و لو طرقت ألف باب و أسباب.
يكفيك أن تكون في عمقك باحث عن التطهر و التنقية، ستجد أن الله يهيء لك أسباب و سبل التزكية حينما يعلم أنك بقينا تأكدت بفساد ما كنت تعتقده أو تتمسك به أو تقصده. عن طواعية و تسليم تسلم لله إدارة شؤونك فتصلح أمورك لما تتبع الحكمة التي يقولها ضميرك. ستنمو و ستسمو حين تتعلم الأشياء في وقتها.
حصادك لن يكون محطة وصول، و كذلك إخفاقك لن يطول، هما زادك في رحلة الحياة. فتعلم أن ترى دائما في كل ابتلاء نعمة تعقيه، و في كل انتكاسة نهضة بسلاسة، حتى توقن أن الله دائما معك و ليكن شعارك إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.
استماتة
تهوي أحلام ذاكرتي مني أحيانا و تتساقط أوراقها...فأحملها على نعش من أمل تراودني نسمة الصباح
المرصع بالوعد الأخير...
عندما أوهمتني الليلة الماضية
بوعورة الطريق و تغير الصديق
أنا من طمأنتها
بأن سعة تحملي حكاية لا تنتهي...
عندي من الصبر ما يُقِلُّني على وجل
لا أخجل أن أقول أنني في مسيرتي أتعثر.
و لا خجل عندي من إظهار ضعفي
فالضعف يدفعني لأبحث
عن مكامن القوة لدي حتى أتقدم.
كل المشاكل سيأتي يوم و تنقص أو تتشكل.
إن كنت أنا لا أثق في مزاجي كل يوم،
هل من الممكن أن أصدق دوام حالي و الأجل
ليس بيدي...
كل ما بوسعي
أن أسقي بذرات أفكاري
لتزهر مع الآتي من الفصول...
سائرة في أرض الله
سائرة في أرض الله لا ألوي على شيء، و يراودني الجلوس. لا فائدة من المضي، هذا السعي الذي حوله أدندن و أنادي، لا شيء يجدي نفعا. و أقول إذا ضاقت بي الحال: سئمت تكاليف الحياة و من يعش ثمانين حولا فلا أبا لك يسأم... و أضحك ساخرة على هذياني.
ممتزجة الأفكار، أسايرها و تردني إلى نقطة البداية، و تدفعني للانزواء و الذهاب يمينا أو شمالا ، تدفعني إلى كل الاتجاهات ما عدا نقطة الوصول. تحاول أن تصرف عنها انتباهي. كأنها عدوتي، كأنها تعبت مني أفكاري، و تريد أن تتحرر من قبضتي. سأترك لها المجال لتعبث في ساعة الاستراحة و سأصدمها برباطة جأشي. أفكاري تتفلت مني و يحق لها، و أنا اعطيها مساحة، ثم أتجاهل الجانب البئيس منها و أمضي قدما... و أسير في أرض الله لا أفرط التفكير.
و هذا النهار عنيد
لا وثوق في ظله
السحب التي كانت بعيدة من هنا
باتت قريبة
هل أتراجع عن سهامي
و استثماراتي
و دأبي و حلمي المجيد
لن يعيش
و لن يكون له ريش
لم يعجبني الكلام
فثرت و ثرت
كما يتمرد الحمام
أحاول إرضاء حدسي
و تحقيق أحلامي
و قلت في ثقة و احترام
لن أتنازل
طريقي و حلي الوحيد
و الطريق الوعرة
فيوما ما أنا في انتظار
لتسطع شمسي
و يضحك النهار
عما قالوه و رسموا عن حلمي الحصار.
و لا أخاف أنا من زعزعات الضمير
لا تعترف بالحائط القصير
سأقفز و إن تطلب ذلك عمري
و أيامي
أو أن أمكث
تحت شمعة أستنير
و يختفي النهار العنيد .
سيخحل أن يتكلم في حضرة الإيمان
و سيكون حينذاك اليوم السعيد.
المرصع بالوعد الأخير...
عندما أوهمتني الليلة الماضية
بوعورة الطريق و تغير الصديق
أنا من طمأنتها
بأن سعة تحملي حكاية لا تنتهي...
لا أخجل أن أقول أنني في مسيرتي أتعثر.
و لا خجل عندي من إظهار ضعفي
فالضعف يدفعني لأبحث
عن مكامن القوة لدي حتى أتقدم.
كل المشاكل سيأتي يوم و تنقص أو تتشكل.
إن كنت أنا لا أثق في مزاجي كل يوم،
هل من الممكن أن أصدق دوام حالي و الأجل
ليس بيدي...
كل ما بوسعي
أن أسقي بذرات أفكاري
لتزهر مع الآتي من الفصول...