شمس العشية. خواطر ميمية VIP


خواطر ميمية VIP
خواطر ميمية VIP

 مقدمة

صادقت حرفي فعلمني الوفاء و بتطبيبه عالجت الجفاء، أقيس ضغط الشعور من خلال السطور، هائمة به قلمي و يحملني معه إلى حيث أريد، هو الوحيد الذي يحررني من العتاب و لا يشترط علي التبرير. يكفيني حاجة لأبوح فنتحرر معا كوجهين لعملة واحدة. 

هي الكتابة استطاعت أن تكون في زمن الفناء و لأنني أوجدتها و أنبتتها في داخلي، لأسباب.. لدواخل لا أعلمها و مع ذلك فهي إذا أتت انسابت مسترسلة متتابعة كما الحرير.

 أحيانا أجر قلمي و أشدد عليه لينصاع فلا ينصاع و عوض ذلك يستعصي و يعصي علي التفكير. أنا التي متسامحة معه لأنني أثق فيه و في الوقت المناسب للتحرير.

 و كوني أخاف ألا تبقى الحروف معي فهذا لا يعدو أن يكون وهما أو وسواسا حقير. اقتنعت أن كل الأشياء في هذه الحياة تحتاج للتوقف، لأخذ استراحة، و كذلك هي تشكيلة محراب الكلمات عندي. ما علي إلا أن أتمرن لأكون مرنة أكثر فإن يأت مخاض الكلمات فطلقها يسير، و إن يتأخر فالترقب يجب أن يظل بأمل حتى لا تموت الكلمات من داخلي أو تتقهقر.

 احب الفلسفة إذا كانت في مداعبة الكلمات. هي بطريقة أو بأخرى استجلاب و حث لتتهيأ ظروف الحكي أو السرد أو التعبير، و أنا سأظل سجينة افكاري فإن أنا حررتها حررتني من الجمود و الذبول. 

هذه الرابطة الفريدة أتمنى أن يعشقها الناس و خاصة أولئك الذين يستصغرون شأنها فقد يكون فيها انبعاث و حياة كما أن فيها رصد للمتغير و الثابت حتى لا نتكلف ما لا نطيق أو نقصر فيما نطيق. 

هذه دعوة للتعاقد مع الحروف قبل أن يتوقف النبض على جميع المستويات.

انتماء 

أنتمي لعالمي المنفرد المتفرد، حيث عقدت جلسة صلح بيني و بين نفسي. لا أسمع لوما و لا ضغطا يدفعني لأبرر كل تصرف. 

نحن لا نتلاشى حين يتلاشى أصحاب المصالح.
 معتقة خمر حديثنا،  و صافية، لكنها حلال زلال، لا خبث فيها لأنها تنتفي من كل شي ء اسمه المكيدة.
 يا حبذا لو كانت كل الصداقات و العلاقات مثلنا، ما كانت الأحقاد لتعمر طويلا في ذاكرة الإنسان. 

  شمس العشية

ثاويا كنت في مدينة الفضائل حتى بلغت أشدي فعرفت حقيقة الدنيا و الأشخاص . هل ألام أنا إن لم أنشأ في حضن النفاق و تربيت على أن أحب الخير للغير و أن لا أظن به الظنون، و من أين أقرأ الظنون و أنا لا أجاوز جدرانا معدودة و الحياة عندي كانت مختصرة في بيئتي الصغيرة، و تبقى الشرور في مخيلتي تلك التي أقرأ عنها في مختلف القصص و الروايات.

 هل أأثم إن عاتبت أحبائي عتاب حب و تقصير إذ لم يخبروني بحقيقة الدنيا و بالمعنى الحقيقي للشرور، أم أكون أبالغ بينما كانوا يظنون من كثرة اعتنائهم بي أنهم يبنون بيني و بين الشرور صور. أن تجهل أمورا منذ نعومة أظافرك ثم تعلم بعد وقت طويل أنك تحتاج عوض الأظافر مخالب لتقاوم من لا يعترف بأخلاقك و يحقر منها شيء ليس بالهين. 
هل معرفة الأمور لها أزمنة و ظروف أم استباق الأشياء أفضل، ألن يكون شعور الصدمة أشد لو أتى في سن مبكرة. لا أعرف الصواب أين يكون كل ما بت أعرفه أنه يجب علينا أن نستبدل الأحقاد بالفطنة و الدهاء و كيف يمكن أن نسلم من كيد الأعداء.
صفعة العمر

- سيدرسونك عندما تكون صغيرا أنه عليك أن تكون مهذبا لتكون إنسانا جيدا، و أن تتخذ الصدق و حسن الخلق عنوانا لتكون إنسانا راقيا، محبوبا و معطاء. و عندما تحفظ الدروس و تكون حقا إنسانا جيدا ستصطدم بأن كل الدروس التي أخذتها كانت ناقصة.

 لقد أغفلوا أن يقولوا لك بعد أن تكون كذلك، عليك أن تحترس من الآخرين فلا تكون ساذجا أو مستضعفا أو تكون مثاليا. احذر أن تتوقع فقط الجيد من الناس لأنك أنت جيد. لا هذا ليس بالضرورة. كان عليهم بالأحرى أن يقولوا لك، يا ولدي، نحن علمناك الجانب المشرق في الإنسان فحسب، و لكن، لتكون أهلا لكل ما تعلمته، فاعلم أنك ستواجه في حياتك اليومية نقيض كل ما تشبعت به و آمنت به و دافعت عنه.

 - إن مهاراتك و جدارتك تتجلى في قدرتك على مواجهة هذه النقائض. توقعها و قاومها بالتعايش أحيانا و بالتغافل، و أحيانا بالحزم و المصادمة. ثم تكتشف بعد تجارب عديدة أنك فعلا تعلمت السباحة لكن خارج الماء. و أن تشكيلتك التي صنعت لا تنتمي للبيئة التي تعيش فيها، فتقع في المنطقة الرمادية. 

فلا تفهم ما يجب أن يكون و لا المفروض لأن واقعك فيه فقط ما هو كائن.  فإما أن تساير ه أو ترفضه فتصير أنت المرفوض. من أكبر الأخطاء الفادحة التي تكتشفها متأخرا أن هناك شيء مهم جدا لو تعلمته قبل أن تأخذ المحاسن أو تنبذ المساوئ. 

لو علموك مفهوم المرونة و كيف تتعايش فتكون بين الليونة و الخشونة و بينهما لا تعلق في الأوهام و الحياة التي في تصورك لأنها لا صحة في وجودها على ارض الواقع و لكن، أنت من يجب أن تمثلها و تزرعها في الأرض الصالحة، و أن تبتعد كل البعد عن الأرض السامة و القاحلة، بل أن تكون فطنا ; تحذر أذاها.

- إن كونك إنسانا صالحا، هذا لا يعني أن تعيش مزيفا و لا أن تكون محط استغلال أو بكرامتك مجازفا. و لكن أن لا تستصيغ الشر فتعلمه كي تحذره و تقاومه، فإذا غالبك أن تبتره حتى تعيش مرفوع الرأس منتصب القامة .

1/ كن منشغلا ما استطعت

- اصنع لك قصة حتى لا يقتلك الفراغ. تكون فيها أنت البطل الذي يكسب نفسه في النهاية حتى و إن خسر الجميع. تقبل و اقبل بتلك الغصة، نعم صحيح أن الحياة ليست مثالية و لا الناس و لا أنت. فأعط الحق لنفسك بالخطأ و لا تعطها الحق في التعود عليه و التطبع معه، إنك إن فعلت تجاوزت المنطق و العقل و أوجبت عليك الضنك و الضيق.

-  ستمر بك أوقات تضطرك لتخرج من قوقعتك، فعوامل التعرية باسطة يدها إن لم تأتها أتتك و كشفت غطاءك و هتكت بهشاشتك. استيقظ إذا إنك في غابة الذئاب. يا حمل يا وديع لا عذر لك أن تختبئ، اختياؤك يعني موتك البطيء و غيابك عن الساحة. لن تجد الراحة إلا إذا كنت متزنا وحققت التوازن بحيث لا تكن طيبا أكثر من اللازم و لا معتديا فتصبح آثم. و اعلم أنك أن لا تضر أحدا أهم بكثير و أولى لك من أن تنفعه.

2/ كن مستغنيا

قلة قليلة ستؤمن بك و تريدك أخا و رفيقا و صديقا ثم تقل  رغبتهم بعد ذلك شيئا فشيئا. لتجد نفسك وحدك في المفترق. حتى و إن بقيت وحيدا في مشوارك ليس مهما أن تكون وحيدا. المهم أن لا تشعر بالوحدة، فكونهم معك ليست القاعدة بل هي عادة قد تنقطع فجأة. و حتى لا تتفاجأ أو تحبط، جد لك ما يجعلك مستأنسا حتى إن قسى جوك أو أثلج. 

طوق سياج نفسك و أحسن الظن بالله. اسأله أن يملأ قلبك حتى لا تحتاج لغيره. حين يكون لك حظ في فضل الله و رحمته ستكون أنت المرجع و تفيض من حولك البركة كما لو أنك موصل كهربائي. نورانية من الله تسري فيك و تنبعث لترسلها طاقات متجددة لكل نفس أرهقها اليأس و أغلقت عينيها قبل الأجل. من واجبك و من رسالتك أن تمد غيرك بما أمدك الله به حتى لا ينقطع الخير عنك. فكن كريما لنعم ربك و حدث بها ليستمر العطاء بلا انقطاع .

3/ كلمات تستحق التأمل


انفصل عن الكل و حاول أن تجالسك. ذاتك، نفسك التي تعاني تحتاج منك أن تسمعها عوض أن تشتكيها لمن قد يؤذيها. جالسها و أخرج نواقصك، اطرحها أرضا على صفحاتك لتفهم. نواقصك، اذكرها و حاول أن تعرف مداخلها و الأسباب التي من ورائها حتى تركز على تقويتها.

 لا حجة لك بالعجز في هذا الزمن. الأزرار التي تضغط عليها للاستمتاع و الخروج من حالة الضغط و الألم لتتناسى بعض مشاكلك، هي نفسها استبدلها فيما ينفعك لتعرف ذاتك، كيف أنت و كيف تفكر و كيف تتفاعل عواطفك و حواسك معك و انفعالاتك مع العالم الخارجي. إن كنت تملك الإرادة، فاعلم أن الجهد و التعب ضروريان للتغيير و تحسين حالتك إذا عودت نفسك أن لا ترضى بالوضع ما دام مؤلما لك. 

في دائرة جلستك الانفرادية لذاتك، حاول أن تتجرد من كل تشتت قد يلهيك أو يحبطك أو يؤجل إصلاحك لذاتك. كن قويا على عقلك و لا تستسلم لما قد يمليه عليك، هو سيصعب عليك الأمرفي البداية فاختر الأصعب ليسهل ما بعده. تحتاج أنت للترميم كما تحتاج أحيانا للبناء فأسسك الغير سليمة كيف لها أن تكون ثابتة إذا هزتك ريح الصدمات. 

التوقعات التي تخبأ لك أكبر بكثير من توقعاتك، فالحاجة للموازنة و التأقلم مع الظروف أصبحت ملحة أكثر في الوقت الحالي. إن كنت تريد حقا النمو الحقيقي. فماذا يعني أن عمرك في ازدياد دون توقف بينما أنت تهمل تغذية عقلك و روحك و ذاتك و تحرمها النماء. سارع الوقت كما تسارع الريح و غذي روحك و الفكر. من خلال تجاربك أو تجارب الآخرين سيكبر وعيك و تدرك أنك جئت لهذه الدنيا لتصنع على عين الله و ليس على هواك القاصر. لتتطور و تنجح و قبل أن ترحل ستترك جميل بصمتك. 

لا تؤذني بطيبوبتك. 

لا تؤذني بطيبوبتك، فرد الجميل بنفس القدر صعب. و نحن نادرا جدا ما لا تخطئ الطيبة طريقها إلينا. زماننا غير الزمان و لم يعد من المناسب أن نصدق بسهولة. اعذرني إن كنت واضحة أكثر من اللازم، و لكننا صرنا ملزمين في أن نقرأ ما لا يقال، و نفسر ما لا يُبدى جبرا و قسرا لأننا في زمن الذكاء الاصطناعي. فليس من المناسب أن نكون أقل منه ذكاء و نحن من أوجدناه في الأصل.

 اعتدنا منذ مجيئنا لهذه الدنيا أن وراء كل لفتة أو التفاتة غاية أو غايات. فلا تتعجب أن نحدق أحيانا في كل صغيرة وكبيرة، في حين لا نعير أخرى قسطا من الاهتمام، لأننا نضجنا بما فيه الكفاية.
 فلا داعي لنزيد حمل أعباء الأفكار. 
"لا" أراحتني

أعلم أني كنت صريحة أكثر حين أوقفت العبث المترتب عن عادة اسمها عدم الرفض. بعدما وجدتها أخذت مني كثيرا مما كنت أستحقه و كثيرا مما أنا أولى به من غيري. كنت أخجل و أظنها لا بأس فيها. كنت أقدر الآخرين و أجعل لهم عوض السبب أسبابا و أعذارا. و لطالما كانت كلمة لا ثقيلة على اللسان بالنسبة لي، فماذا حصدت من ذلك. لم أحصد ممن كنت أقدرهم نظيرا لحسن تعاملي و كنت أظنه من مكارم الاخلاق بينما هم كانوا  يرونه ضعفا و دروشة.

 و حين توقفت و تراجعت و تأملت حاولت أن أكون واقعية أكثر فديني لا يأمرني بأن أتخلى عن حق من حقوقي مكرهة بل و أعطاني كيف أستردها و أحميها فلما هانت علي نفسي صارت أهون على غيري . لكن العلم جميل و حليم و إدراكه يحمينا من تمادي اللئيم. هي عثرة أنتجت خبرة و لو بعد حسرة. الأهم أنها تعرفنا بقيمتنا الحقيقية و تزيدنا قوة و نضرة.

لا تكن مثاليا 

لا شيء يستحق أن تدعي المثالية لأجله. لا الماضي و لا الحاضر و لا الغد الموعود الذي في انتظارك. لن تكون سعيدا أبدا أن تلبس ما لا يناسبك أو تدعي ما ليس فيك فقط لتشتري قيمة زائفة مؤقتة.

 و عوض ذلك، جرب أن تكون أنت، بالخطايا و بحبك للتغيير دون أن تبالغ. و اعلم أنك لست منبوذا بسبب أخطائك، و من يخبرك بذلك فإنه إنسان غير طبيعي و لا سوي. حتمية الخطأ نزلت مع نزول آدم من الجنة، و الغاية هي فقط أن تكون على استعداد لتصحيح أخطائك و التعلم منها دون أن تعتبرها شيئا مألوفا بحيث لا تجتهد في تغييرها أو تستعر منها فلا تشعر بطعم الحياة أبدا. 

السر في أن تكون عاديا لا ملاكا و لا شيطانا بل ابتغ السبيل في عيش آدميتك و لا تحاول أن تكون شيئا آخر. إنسان أنت و رائع كما أنت إذا سلّمت بأنك طالب مجتهد في مدرسة الحياة.

 ستفتخر يوما أنك عرفت معنى الحياة الحقيقي و أنزلت الأشياء و الأشخاص منازلهم و لا تنس أنك كما أتيت وحيدا سترحل وحيدا فاعتن بسعادتك وحدك.

و لأن رحلتي قصيرة فقد تركت العتاب و استبدلت أمورا بأخرى لأجل راحتي لأعيش ما تبقى على مهل و مكث و أترك من لا يريدني لا ادخله في لائحة الأحباب و أنا له ممتنة إذ أوصد الباب قبل أن تدخل ريح سمومه أو يتأذى منه الأقراب. لا شيء يستحق المطاردة إلا على أبواب الجنان فلم نعلق آمالا في غير محلاتها و ندع ما يستجاب تحت المحراب. 

غباء بات يلتهم الروح كلما ابتعدت عن ساقيها تعطشت و صارت تستسقي من الأغراب. عزيز النفس لا ينحني و إن ذله عنقه من الأتعاب. من يشتريك اشتريه و من يبيعك فلا تسو له ثمنا لا تمنحه الألقاب 


 


MAGDA
بواسطة : MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-