حكايتنا التي لا تنتهي... أريد خبزا و أمانا، و خبر يحلق في الأذهان، ماذا يحدث في العالم في بقعة ما، ماذا لو علمت أو علمنا ماذا سيتغير؟!..
![]() |
على عتبة سنة جديدة 2025 |
على عتبة السنة الجديدة 2025
المشهد الحالي
تحدياتنا التي نواجه كل يوم على شاكلة، أريد أن أتحرر من عبئ الأنا و نظرة الآخر، الكل يلاحقني و لا يعذرني، أريد سلاما بيني و بيني، ثم بيني و بين الذين يدعون أنني أهمهم و أنتمي لحلمهم. أريد أن أعود إلى حيث لا أعلم ما يحدث هناك. فالجهل بالأشياء المؤلمة و المؤرقة قد يكون نعمة. إنه نعمة لأنني كنت سأظل أعتقد أن الناس كلهم أخيار و أن الجانب الذي لا تحيط به عيناي جميل و مثير.
و ما كان شغفي بالحياة لينطفئ سريعا. أما و قد علمت أن لا ضفة هناك آمنة و ليست كل سريرة مؤمنة فقد تلوثت أفكاري رغما عنها. أنا لا أجد الاستقرار أبدا. فهل علي أن أقاوم في كل اتجاه، و أكون البطل الذي يقاوم اللامنطق ليكون منطقيا.
الوحش الذي كانوا يخيفوننا به في طفولتنا صار معنا يعبث بكل ما هو جميل لكننا لا نراه. يتلاعب بنا و يضرب بعضنا ببعض.
هذا الشر الفظيع لا يمكنه أن يتوسع أكثر، لا يمكنه ان يقضي على اليابس و الأخضر. و أنا يمكنني أن أؤمن أن رحلة التشافي تتطلب جهودا و شحنا بكل الإيجابيات حتى لا تندمل قلوبنا و حتى القيد الذي وضعوه حولنا ينكسر. نعم سأظل أتطلع بتفاؤل، سأظل أرقص تحت المطر، حتى يتوقف الهمس و تشرق الشمس و يرحل الأمس.
في عرينه سيزأر الأسد و تعود له هيبته، ستأخذ كل الأوضاع أماكنها، قد يتأخر الوقت لكنه حتما سيأتي هذا اليوم لأن هذه السموات و الأراضين لم تقم على باطل. سيذهب الباطل جفاء و سينتفع الناس. هكذا أفكر و هكذا أبدأ عامي الجديد. و إن غدا لناظره قريب.
المشهد السابق
كيف أخلد قصة قبل انتهاء العام. و هل حقا أن العام يبتدئ و ينتهي كما هو زمنيا. لا يمكن هذا فلكل منا عامه و سنته. فمنا من تبدأ سنته بالمكاسب أو الخسائر أو بإخقاقات تُعَلّمُ عليه. و منا من له سنة أو سنوات في الحزن أو الفرح. لكل منا قصة مختلفة تستحق أن تعاش و يتحدث عنها. فأحلامنا تختلف و لكننا نتفق على شيء واحد و هو أننا مجَبّلون على تقدير ذواتنا و الاعتراف بها.
مهما كان حزنك عميقا أو همك ضيقا فالفكر الذي تنهجه يجب أن يكون فارقا و فيصلا لتشع من جديد. لتستمر رغم الألم الذي يمكن أن يكون قد نال منك. إنسانيتك تستدعيك لتكون كذلك فأنت كائن متطور في عالم متغير. كلنا، أنت و أنا فينا من الأنا ما يدفعنا لنطمع أكثر و نتجاهل الغير لا لشيء إلا لأنه الغير لأنه ليس أنا، و لكن لا يجب أن ننسى كذلك أننا رغم المطامع التي فينا و التي نحملها بداخلنا فلنا كل القدرة و العقل و الحكمة للتغلب عليها.
التحضر بمفهومه الحقيقي هو اعتلاء المساحات التي تجمعنا و الاستعلاء عن المنحط من الصفات الدونية و الأنانية. نحن اجتماعيون مهما ادعينا غير ذلك. و رهيفو الإحساس، لكن مكامن النقص فينا ليست بالضرورة تعود لتنشئتنا و البيئة التي أتينا منها. قد يكون عدم الوعي بها أكبر المشاكل مهما تعددت مصادرها.
عندما نقرر أن لا نلقي اللوم على الغير لسوء تصرفه معنا نصب اهتمامنا علينا. هل نحن نحتاج فعلا لهذا التصرف و يهمنا أن يستقيم تجاهنا أم لا . فردود الفعل لا تعبر عني و لكنها تحتم علي أن أختار بين قيمتي و بين انعدامها أو ربطها يعامل خارجي.
عندما نفكر التفكير السليم في احتياجاتنا الطبيعية يجب أن نلغي بتاتا التفريط في قيمتنا . فالأخذ و العطاء كان و لا يزال أزليا لاستمرار الحياة الطبيعية بين بني الإنسان. المصيبة تبدأ و تنشأ في التصور المشوه لهذه الاحتباجات باختلافها و أننا لن نأخذها إلا تحت ضغط ما يفقد الاستمتاع و الأمان و يطفي دفئ العلاقات الإنسانية.
خلقنا لنتعارف و ليس لكي لا نختلف. فلست أعلى منزلة من أحد أو مقاما و العكس صحيح. السفينة التي تقلنا لن تحابي فئة على فئة و ما قدمناه نستعيده بطريقة أو بأخرى. فدولية الأيام تحصيل حاصل. هذا يدعونا لنفكر بنضج و نتصرف بوعي لنحقق التوازن. في هذا العالم الذي أصبح مخيفا أكثر. لعل الكلمات باتت ثقيلة، بيد أن الموقف أراه يتطلب ذلك بل أكثر من ذلك. شرف العبودية لله أن تكون لك نية أن تأخذ معك أحدا إلى الطريق القويم.
نمنمات مسائية
ربيعية الهوى أحلامي و بلا منازع. وحين يسقط المطر و تسقط الورقة من مكتبة القدر و تهتف ساعات السمر على الصدر تتمدد اشعاري و لا تنتهي عند العجز بل تبدأ من جديد لتنثر أحزاني و لا أختار قافية لها إذا ما اغتنى الإحساس لدي اختصما في المعنى و الشكل ليطفو الذي صِدقا بلغ عنفوان المدى.
جئت اليوم لاكتب كما لم أكتب من قبل. عن الشرود و الحيرة و عن الشعور الذي قد يغيب فجاة و يختبئ في عباءة الصمت. في رحلة سابقة كنت قد أخذتها إلى نفسي حاولت اختزال ما مضى و حاولت اسنخلاص العصارة من تجاربي ذات الأثر فعثرت على غرة على ذاتي الثانية. ذاتي التي كنت لا أنتبه لها فوقفت و قلت لها.
كان لزاما أن انتفض. أن لا أدع للشك مجالا ينخر في عقلي و قد علمت أن الله ناصري، لم أسع لإيذاء أحد و قد وكلت الله فيمن يريد إيذائي. بسهولة. استجمعت قواي لأنني موقنة بأن النفع و الضر لن يأتني إلا بإذن الله.
أحجمت على فتح ملفات كنت أنبشها. فلما رأيت اللاجدوى منها أو فيها تركتها. و أعتقت روحي. فأنا اليوم لا أحزن بالقدر الذي يسحبني من أحلامي. ها قد صرت فولاذية الرؤية ثاقبة البصيرة بفضل الله و هو ليس لأنني أشطر من غيري و لكنني علمت أن انشغالي بنفسي أولى فارتحت و قلت مشاغلي.
كما يتوجب علينا أن نشكر الناس، فأنفسنا أولى بالشكر إن لم تخذلنا و استطعنا إحكامها. ما أجمل أن نطري على أنفسنا لنبدي الجميل فيها دون كذب أو مبالغة و ألا نكتفي بتوبيخها و لومها حين لا نوفق لأمر ما.
قد يكون من المناسب جدا أن نكون نحن المحفز الأول لنا و الزارع الأول لبذور الأمل حين نرتجي الحسنى في النية و العمل. سنكفي الغير شرنا بل لن يكون شرنا بحول و لا قوة إن قطعنا دابره من البداية. فلنتعلم كيف نكافئ أنفسنا .