التجاهل هو عبارة عن سلوك يقوم به الشخص لغايات متعددة بحيث قد يأخذ سمة دفاعية و أحيانا أخرى هجومية أو حتى استفزازية، كما قد يكون أحد الوسائل للفت الانتباه، و هذا عادة يكون بين المقربين أو زملاء العمل.
و عادة هو له علاقة بسيكولوجية الانسان المعقدة. بحيث تتعدد الدواخل و الدوافع لظهوره. كما أن له تبعات و تاثيرات سواء على الشخص المتجاهل أو المتجاهل.
كيف يمكن أن يكون التجاهل دلالة على قوة الشخصية والتحكم في الذات، بينما في حالات أخرى، قد يعتبر ضعفًا أو تنصلا من المسؤولية؟
- عندما نسمع الحديث عن التجاهل يتبادر إلى ذهننا معنى عدم التفاعل الذي يقوم به الشخص كرد فعل إزاء تصرف الطرف المقابل و غالبا يكون من ورائه هدف.
و لكن في الحقيقة، ليس كل تجاهل يستحق الوقوف عنده و التأثر به، فهناك من صغائر الأمور التي من المخجل أن نشغل أنفسنا بها مقابل ما نعيشه في حياتنا اليومية من تحديات. و مع ذلك، فهناك حالات للتجاهل تستدعي حقا الوعي و الذكاء للتعامل معها بطريقة يربح فيها المرء وقته و يحافظ على طاقته.
بيد أن حديثنا هذه المرة سيكون عن نموذج آخر من التجاهل و الذي يخص الشخص المتجاهل المفعول به و أقصد بذلك تعمد الإنسان تجاهل شخص ما من قبل أعداء النجاح، و هو يعد من أساليب التلاعب النفسي بحيث يهدف إلى زعزعة استقرار الشخص النفسي و فقده للثقة.
فما سبب هذا التجاهل؟
و هل له علاقة بالنجاح؟
و كيف يمكن التعامل معه؟
هذا الموضوع أحببت تناوله بشكل مختلف فطرحته على شكل خاطرة لتشمل تحليلا و خلاصة لاستيعاب هذه الظاهرة و لتكون حافزا عوض أن تبقى مشكلة.
ما هي أسباب التجاهل من قبل أعداء النجاح؟
شيء كان يمنعني من البقاء خلف الظل، كنت أحب دراسة الفرضيات و علم الصخور، فلما نضجت كفاية، تعلمت كيف يكتب التاريخ السطور و أدركت أن الحضور لا يعني بالضرورة مفهوم الحضور.
لقد أصبح كل شيء خافت
حتى المرايا لم تعد لامعة.
و عندما تكون الضبابية
فلا تسأل عن الطمأنينة أو الثقة.
آخر الطريق لا تظهر ملامحها
و لا يسعك إلا الانتظار...
- كنت أبحث عن دليل لأستمر، عن دفعة، عن تشجيع، عن إشارة، لقد اعتدنا على ردود الأفعال و حين تغيب يدخلنا الشك.
نحن بشر و لا بد أن يعترينا ما يعتري باقي البشر. أحيانا، نضطر لنحدث أنفسنا حين لا يسمعنا الآخرون. يبدو أن مقولة الوحدة تميز ليست دائما صحيحة.
في فترة من فترات حياتي الجديدة، و التي ألبستها لباس العمل قبل الأمل، توقفت و عدت إلى الخلف، محاولة مني لأفهم لماذا توقف الانبهار، المجاملات و أشياء أخرى...
،- بحثت فلم أجد. راجعت ملف سيرتي فوجدتها و لله الحمد حسنة فيما أحسبها مع غيري، و ما أضمره من تجاوزات قد يغفرها الله لي ما دمت لا أتقصد إيذاء أحد.
بقيت في مكاني... أحاول أن أفهم، ربما هناك خلل، كيف، ليس ضروريا. إذا ماذا تغير، ازداد فضولي، أريد أن أشفي غليلي من هذا الجفاء.
- قمت من مكاني، تقدمت خطوات، وبعدها، بعدما فهمت السر، تقدمت خطوات و خطوات. صرت أقرأ عن سير الناجحين، و بعد رحلة قصيرة في البحث، استنتجت أنه أمر طبيعي:
* تغير الأفكار يؤدي إلى تغير الاختيار، و هذا الأخير يؤدي إلى تغير البيئة، و الإنسان كما نعلم ابن بيئته. ببساطة، استعدت ثقتي بنفسي لما سامحت نفسي أن شككت فيها و أعطيت الحق لغيري ليحملوا أوزار نيتي، 😊استسلمت للقدر.
- في بحر الحياة، نحتاج لاكثر من العلم و الذكاء، نحتاج لأكثر من العمل على أنفسنا من خلال لغة الجسد، نحتاج لفك شفرة الغموض الذي نستشعره حولنا و لا نستطيع أن نشرحه.
نحتاج لشيء من السحر، سحر يفوق الكاريزما، سحر لا يعترف بقانون الكارما، أنا أسميه سحر الانعكاس الداخلي الذي حينما نرسل له إشارات لنفهم تعود إلينا الإشارات نفسها ليس لأن الرسالة لم تقرأ، بل لأنها لا تحتاج للقراءة. ما أقصده بالسحر هو الخلاصة الخالصة" الزتونة".
هذا الإحساس الحقيقي الذي يخلصك من العار حين تجبر صمتك و لحظة ضعفك، حين تجبر نفسك بنفسك دون أن يتفضل عليك أحد. فتظل متمسكا بما تفعله و إن كنت وحدك تفعله، لأنك تستشعر معية الله معك. حينها يطمئن قلبك و تقر عينك
لأنك فعلا أنت لا تحتاج لتدخل خارجي لتستمر.
ما علاقة التجاهل بالنجاح
حوار مع الذات
- لماذا يتم تجاهلي؟
* لم تعد الأسباب مهمة. ما دمت لا تؤذي أحدا، فهذا يعني أنه علامة من علامات التميز.
- تميز ! كيف ذلك. و هل في التجاهل تميز! قهقهة.
* نعم هو كذلك.
- كيف؟
انظر إلى أمسك و انظر إلى يومك، هل أنت نفس الشخص الذي كنت عليه؟
هل اصدقائك بالأمس هم أصدقاؤك اليوم؟
هل اصدقائك بالأمس هم أصدقاؤك اليوم؟
إن كان الأمر كذلك فأنت فعلا لا تزال في القاع، لذلك لن تجد من يتجاهلك، ثم لم سيفعل. و لكن عندما:
كيف تتعامل مع تجاهل أعداء النجاح؟
- فقط عندما تفكر و تقرر أن تتحرر من القاع.
- عندما تريد أن تمضي لترى النور دون خوف.
- لتنطلق دون تردد، لتتعلم. من هناك سيبدأ الفرق. فإما أن تتحرر و إما أن تغرق.
- عندما تنتصر على أطماع نفسك و تمضي بها إلى نسخة أفضل منها.
- عندما تغادر منطقة الراحة، حينها تبدأ رحلتك لتكتشف نفسك هل فعلا تستحق المغامرة أم أنك مثل غيرك مرتبط بالآخرين.
- تيقن أنك ما دمت تطمح للأحسن فلابد أن يوجد طرف مقابل على النقيض.
- و لكن، افهم أن كل ذلك يحدث لأجلك. لدفعك للأمام. لاختبار صدقك. لتنقية بيئتك. لمعرفة أصدقائك الحقيقيين. لإعطائك فرصة جديدة لتتشكل خارج مصطلح "الظروف ".
كيف تحول التجاهل لمصلحتك
أو لست أنت تعيش معهم و تتقاسم معهم نفس الظروف، فلماذا أنت الوحيد الذي لا ترضخ للواقع المرير و تأخذ كغيرك بدور الضحية. لماذا أنت تريد أن تقيم عليهم الحجة. في المحاولة، سيكون عقابك التجاهل عسى أن تعود لرشدك و تعود إليهم لتسخروا معا. و تتذمروا معا. و إن كنت في الحقيقة لا تريد بهم مكرا و لا تحسب لهم حسابا، و إنما أنت منشغل بالعمل على نفسك ، فأحب أن أطمئنك أنك كلما كنت متميزا كنت تهديدا و كنت مشكلة. هذه الحقيقة التي يجب أن تسلم لها.
و لكن الأهم الآن، دعك من المشكلة. تذكر إلى أين كنت تمضي. تابع مسيرك و لا تنتظر شيئا من أحد. امض بلا خوف و لا تسأل لماذا. امض بلا وجل.
أخطاء غير متعمدة
صرت أبحث عن راحة، ليست بالضرورة أن تكون جديدة بمتعة فريدة، يكفي أن تكون مستقلة و حقيقية، لا يكون فيها التعدد شرط و لا الحضور أو الغياب فرط.
ختاما
صرت أعد النعم المتوفرة و أنشغل بها في أوانها و أعيش اللحظة ما استطعت، حين أدركت أن للسعادة أساسيات، عزفت عن الكمال في واقع النقص، لست أريد الآن شيئا.
أسعى لأقتحم دواخل الأرواح التي تريد أن تسمو و تتطهر مثلي.
سئمت الأقنعة المتغيرة.
أعلم أني أبحث عن جواهر عتيقة، و في رحلتي، سأكتفي بمناشدة ما خلص و دنا إلى ذائقتي.
إلى من يشبهني سألوح دائما بأن هناك غدا أجمل مهما ابتعد و نأى سيجمعنا كما هاته الحوارات، و سيزرعنا بذورا يافعة أينما تناثرت أتاها الغيث فأثمرت بفضل الله.