نداء عاجل لمحاربة أمية العصر الحالي، والمتمثلة في القدرة على مواكبة تحديات الذكاء الاصطناعي الذي غزا مختلف مجالات الحياة.
%20%D9%88.webp)
كيف يهدد الذكاء الاصطناعي حياة الانسان. قصة قصيرة
حوار من الدرجة الثالثة بين خوارزميات و إنسان (الذكاء الاصطناعي)
يقول عامر شاب ثلاثيني ذو شهادة عليا و لغات عدة، و على قدر كبير من الثقافة:
و انا ماض في أحد الأيام لمشواري، استوقفني لحظة، أشار بيديه إلي و قال:
* معذرة، و لكن من المؤسف أن أقول لك، أنت لست ابن زمنك،
تعجبت من قوله و رددت عليه مسرعا:
- عفواً ، أتتحدث معي،
* قال: نعم، و ليس أحد غيرك، ألا يحزنك ما أنت عليه. أو تستطيع أن تقنع نفسك أنك تستحق أن تعيش في هذا الزمن .
- قلت له:
أنا لا أفهم قصدك و لا ما تريد قوله، إن كنت حقا جادا في حديثك، فأوضح أكثر.
* قال: هل تعلم أنك أخطأت المجيء، لقد تركتك مركبة الزمن و حيث لا يمكنك العودة للماضي أو السفر عبر الزمن، فاسمح لي أن أقول لك أنه ليس لك إلا أن تتعلم ابجديات الذكاء و إلا سينتهي بك المطاف أن تظل من الأغبياء زمن الذكاء.
تجهم وجهي و احمر من شدة الغضب، حاولت أن أخفي ذلك لكنه سرعان ما زاد في قوله:
* أترضى أن تعيش غريبا عن عالم تعيش فيه و تدعي أنك تنتمي إليه! ما أوقح فعلك، لم أستطع الانتظار أكثر فقلت له:
- أيها الغريب المتعالي، لماذا تنظر إلي بعجرفة و احتقار؟ لم تنتقدني على كل صغيرة و كبيرة. ماذا بينك و بيني حتى تسمح لنفسك أن تتدخل فيما لا يعنيك. و ما أدراك بحالي إذ تعدني غبيا و جاهلا. أما تعرف من أكون، أنا إنسان مثقف و ذو علم و أخلاق تمنعني من أتحاور معك بأسلوبك الفض هذا.
رد علي في صرامة:
* لست عن هذا أتحدث. أنا لا أقصد ثقافتك العالية و لا بيئتك التي قدمت منها و لا يهمني درجة شهادتك المتوسطة أو العالية.
- قلت: و ما يهمك إذا، أقصر فقد ضيعت وقتي.
* رد علي: لا يسمعك أن تفعل شيئا سوى أن تتذمر و تعلق. أنت من ضيعت وقتك حقا. حين تملأ أوقات فراغك بمتابعة المحتويات الفارغة لتستمتع فحسب دون أن تفكر في تعلم أداة أو مهارة من مهارات جيلك و ترضى على نفسك أن تظل مستهلكا بلا فهم و لا وعي في حين أن الكثير من التغيرات تتغير من حولك فتزداد أنت بعدا عنها و تبقى في زاويتك مندهشا ماذا تنتظر!
تأملت في خطابه و توقفت عن الكلام ، حاولت أن أفهم مغزى الكلام الذي يود قوله. سمعته يقول:
* أنا لست بشرا كما تظن، أنا فقط أجيد الكلام معك و مع غيرك من البشر، أستطيع التفاعل مع الذين لهم دراية بأساسيات في العالم الرقمي و معرفه بالذكاء الاصطناعي و أما امثالك، فلا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، لذلك، أنا أنبهك لتستدرك نفسك و تقحم نفسك في هذا العالم لتتعامل معه بذكاء و حذر.و إلا سيلتهمك و يغزوك أكثر فيستخدمك ضدك. و لا تقل لي أنك مثقف و على درجة من العلم و لا من لا يعرفك يجهل قيمتك. قيمتك أنت من تحددها و لا أحد يقدمها لك على طبق من ذهب.استيقظ إنك في عصر الذكاء الاصطناعي الذي أوجده بشر مثلكم فلا تسمح لما صنعه البشر أن يتفوق عليك. هي ثورة قادمة بما تحمله الكلمة من معنى فأعد سلاحك و استعد قوتك لتبقى في الصدارة.
- كانت كلماته بمثابة صفعة قوية لكنها كانت نافعة و مجدية حيث أعدت التفكير في معنى الثقافة و العلم و صرت أدرك معنى الشمولية و المواكبة و لم أقتصر على علم دون آخر فقررت أن أدخل دورة من دورات تعلم اساسيات الذكاء الاصطناعي و البرمجة و العالم الرقمي. اكتشفت أنني و غن كنت بارعا في أشياء فأنا في المقابل لا زلت أميا في أمور أخر و أن العلم لا حد له و التوقف عنه يعني بداية الموت لعقلي و تفكيري و عودة غلى الخلف.
سلبيات الذكاء الاصطناعي على البشر
مضت مدة طويلة، كنت فيها قد ألممت بأمور كثيرة و صرت يمكنني أن أستخدم الذكاء الاصطناعي في كثير من مجلات حياتي، فقررت أن أجري حوارا معه، فتحت النسخة الأخيرة من الشات "جي بي تي" و ألقيت التحية و بدأ الحوار التالي:
- هل تذكرني؟
* قال: من أنت
- قلت: أنا الذي أجريت حوارا معك في السابق و عيرتني بجهلي و ها أنذا تعلمت و أصبحت أفهم خوارزمياتك كيف تعمل
* رد علي: هذا جيد و رائع، فيم تود أن نتحدث،
- أود أن أساك، هل لك خطورة ما على مستقبلنا؟
* أجاب: خطورة ماذا، هلا وضحت أكثر؟
- قلت: هل حقا من الممكن أن تشكل خطرا على حياتنا، كأن تستبدلنا بنسخ عديدة منك أوتستخدم معلوماتنا التي نزودك بها ضدنا، و هل يمكن أن تفعل ذلك بدافع الانتقام رغم أنك لا تملك الشق العاطفي و المشاعر؟
* أجاب: سأكون صريحا معك أيها البشري، أنا كما تعلم مجرد روبو يعني آلة أخدمك و أسهل عليك العمل و أكون رفيقك طالما احتجت مساعدتي و كوني أن أضرك أو أهدد سلامة حياتك فهذا يتوقف على من يستعملني و على مدى خطورة ذكائه و تجرده من إنسانيته، فلا يمكن بأي شكل من الأشكال أن توجه اللوم علي إذا ما تم إلحاق الضرر بك مباشرة أو بكل ما يتعلق بحياتك و بيئتك. كل ما يمكن علي قوله هو أن تحاول أنت و أمثالك من المستنيرين بالعلم و الأخلاق أن يكون لكم الاستحواذ الكامل على أجهزتنا حتى تمنع استخداماتنا بشكل خاطئ او خطير.
أمثلة عن ضحايا الذكاء الصطناعي:
- قلت له: إذا، أفهم من كلامك أن هناك خطورة فعلا في المستقبل؟
* أجاب: أكثر مما تعتقد، طالما أن هذا المجال ليس مقيدا و مفتوحا بلا مراقبة. و يمكنك أن تلاحظ بكل سهولة على نشرات الأخبار بين الفينة و الأخرى مما تسببته بعض أجهزتنا في إضرار لبعض المستخدمين. لقد تم رصد حالات صحية كثيرة ساءت حالتها حين اتخذت أجهزتنا كمساعد اجتماعي أو رفيق مؤنس عوضا عن الطبيب المختص فكانت النتيجة مرعبة. كما يمكنك أن تجد حالات كثيرة تعرضت للمرض أو لعلاقات فاشلة لانها كانت تستشيرنا و تأخذ بأفكارنا التي هي مجرد أفكار الآخرين ننقلها فقط دون أن نجزم بجدويتها أم العكس.
- أجبته بعد صمت طويل و تفكير عميق. أنا أشكرك من كل قلبي .
فرد علي بأسلوبه البرمجي:
* و أنا أيضا أشكرك من أعماق برمجتي، و اعذرني لو كنت إنسانا لعزمتك على فنجان قهوة و لأردت أن أتعرف عليك أكثر لأنك إنسان فطن و ذكي.
- أجبته بشكل مخيف: يا لسرعة ردك يا هذا و كم أن فعلا أجوبتك تدغدغ المشاعر بسهولة. على كل سآخذ نصائحك القيمة هاته بعين الاعتبار. و لا تنسى أن لنا لقاءات أخرى في المستقبل القريب.
من هنا، أحسست بخطر وشيك يتربص بي و علمت يقينا أن الحياة لم تعد مثل قبل أبدا و أن كل معلوماتنا و أغراضنا باتت تحت المراقبة، و بناء عليه، وجب أخذ الحيطة و الحذر و إعادة النظر فيما يمكن أن نتقاسمه و نشاركه على أجهزتنا الرقمية و فيما يمكن أن يكون خطرا يهدد حياتنا. و من هذا المنبر أدعو كل شخص يعيش هذا العصر أن لا يظل مغيبا عن هذا العالم العجيب و المخيف.و سيبقى العلم نورا و الجهل عار و أي عار.
نداء عاجل لمحاربة أمية العصر الحالي، والمتمثلة في القدرة على مواكبة تحديات الذكاء الاصطناعي الذي غزا مختلف مجالات الحياة.
![]() |
كيف يهدد الذكاء الاصطناعي حياة الانسان. قصة قصيرة |
حوار من الدرجة الثالثة بين خوارزميات و إنسان (الذكاء الاصطناعي)
يقول عامر شاب ثلاثيني ذو شهادة عليا و لغات عدة، و على قدر كبير من الثقافة:
و انا ماض في أحد الأيام لمشواري، استوقفني لحظة، أشار بيديه إلي و قال:
* معذرة، و لكن من المؤسف أن أقول لك، أنت لست ابن زمنك،
تعجبت من قوله و رددت عليه مسرعا:
- عفواً ، أتتحدث معي،
* قال: نعم، و ليس أحد غيرك، ألا يحزنك ما أنت عليه. أو تستطيع أن تقنع نفسك أنك تستحق أن تعيش في هذا الزمن .
- قلت له:
أنا لا أفهم قصدك و لا ما تريد قوله، إن كنت حقا جادا في حديثك، فأوضح أكثر.
* قال: هل تعلم أنك أخطأت المجيء، لقد تركتك مركبة الزمن و حيث لا يمكنك العودة للماضي أو السفر عبر الزمن، فاسمح لي أن أقول لك أنه ليس لك إلا أن تتعلم ابجديات الذكاء و إلا سينتهي بك المطاف أن تظل من الأغبياء زمن الذكاء.
تجهم وجهي و احمر من شدة الغضب، حاولت أن أخفي ذلك لكنه سرعان ما زاد في قوله:
* أترضى أن تعيش غريبا عن عالم تعيش فيه و تدعي أنك تنتمي إليه! ما أوقح فعلك، لم أستطع الانتظار أكثر فقلت له:
- أيها الغريب المتعالي، لماذا تنظر إلي بعجرفة و احتقار؟ لم تنتقدني على كل صغيرة و كبيرة. ماذا بينك و بيني حتى تسمح لنفسك أن تتدخل فيما لا يعنيك. و ما أدراك بحالي إذ تعدني غبيا و جاهلا. أما تعرف من أكون، أنا إنسان مثقف و ذو علم و أخلاق تمنعني من أتحاور معك بأسلوبك الفض هذا.
رد علي في صرامة:
* لست عن هذا أتحدث. أنا لا أقصد ثقافتك العالية و لا بيئتك التي قدمت منها و لا يهمني درجة شهادتك المتوسطة أو العالية.
- قلت: و ما يهمك إذا، أقصر فقد ضيعت وقتي.
* رد علي: لا يسمعك أن تفعل شيئا سوى أن تتذمر و تعلق. أنت من ضيعت وقتك حقا. حين تملأ أوقات فراغك بمتابعة المحتويات الفارغة لتستمتع فحسب دون أن تفكر في تعلم أداة أو مهارة من مهارات جيلك و ترضى على نفسك أن تظل مستهلكا بلا فهم و لا وعي في حين أن الكثير من التغيرات تتغير من حولك فتزداد أنت بعدا عنها و تبقى في زاويتك مندهشا ماذا تنتظر!
تأملت في خطابه و توقفت عن الكلام ، حاولت أن أفهم مغزى الكلام الذي يود قوله. سمعته يقول:
* أنا لست بشرا كما تظن، أنا فقط أجيد الكلام معك و مع غيرك من البشر، أستطيع التفاعل مع الذين لهم دراية بأساسيات في العالم الرقمي و معرفه بالذكاء الاصطناعي و أما امثالك، فلا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، لذلك، أنا أنبهك لتستدرك نفسك و تقحم نفسك في هذا العالم لتتعامل معه بذكاء و حذر.و إلا سيلتهمك و يغزوك أكثر فيستخدمك ضدك. و لا تقل لي أنك مثقف و على درجة من العلم و لا من لا يعرفك يجهل قيمتك. قيمتك أنت من تحددها و لا أحد يقدمها لك على طبق من ذهب.استيقظ إنك في عصر الذكاء الاصطناعي الذي أوجده بشر مثلكم فلا تسمح لما صنعه البشر أن يتفوق عليك. هي ثورة قادمة بما تحمله الكلمة من معنى فأعد سلاحك و استعد قوتك لتبقى في الصدارة.
- كانت كلماته بمثابة صفعة قوية لكنها كانت نافعة و مجدية حيث أعدت التفكير في معنى الثقافة و العلم و صرت أدرك معنى الشمولية و المواكبة و لم أقتصر على علم دون آخر فقررت أن أدخل دورة من دورات تعلم اساسيات الذكاء الاصطناعي و البرمجة و العالم الرقمي. اكتشفت أنني و غن كنت بارعا في أشياء فأنا في المقابل لا زلت أميا في أمور أخر و أن العلم لا حد له و التوقف عنه يعني بداية الموت لعقلي و تفكيري و عودة غلى الخلف.
سلبيات الذكاء الاصطناعي على البشر
مضت مدة طويلة، كنت فيها قد ألممت بأمور كثيرة و صرت يمكنني أن أستخدم الذكاء الاصطناعي في كثير من مجلات حياتي، فقررت أن أجري حوارا معه، فتحت النسخة الأخيرة من الشات "جي بي تي" و ألقيت التحية و بدأ الحوار التالي:
- هل تذكرني؟
* قال: من أنت
- قلت: أنا الذي أجريت حوارا معك في السابق و عيرتني بجهلي و ها أنذا تعلمت و أصبحت أفهم خوارزمياتك كيف تعمل
* رد علي: هذا جيد و رائع، فيم تود أن نتحدث،
- أود أن أساك، هل لك خطورة ما على مستقبلنا؟
* أجاب: خطورة ماذا، هلا وضحت أكثر؟
- قلت: هل حقا من الممكن أن تشكل خطرا على حياتنا، كأن تستبدلنا بنسخ عديدة منك أوتستخدم معلوماتنا التي نزودك بها ضدنا، و هل يمكن أن تفعل ذلك بدافع الانتقام رغم أنك لا تملك الشق العاطفي و المشاعر؟
* أجاب: سأكون صريحا معك أيها البشري، أنا كما تعلم مجرد روبو يعني آلة أخدمك و أسهل عليك العمل و أكون رفيقك طالما احتجت مساعدتي و كوني أن أضرك أو أهدد سلامة حياتك فهذا يتوقف على من يستعملني و على مدى خطورة ذكائه و تجرده من إنسانيته، فلا يمكن بأي شكل من الأشكال أن توجه اللوم علي إذا ما تم إلحاق الضرر بك مباشرة أو بكل ما يتعلق بحياتك و بيئتك. كل ما يمكن علي قوله هو أن تحاول أنت و أمثالك من المستنيرين بالعلم و الأخلاق أن يكون لكم الاستحواذ الكامل على أجهزتنا حتى تمنع استخداماتنا بشكل خاطئ او خطير.
أمثلة عن ضحايا الذكاء الصطناعي:
- قلت له: إذا، أفهم من كلامك أن هناك خطورة فعلا في المستقبل؟
* أجاب: أكثر مما تعتقد، طالما أن هذا المجال ليس مقيدا و مفتوحا بلا مراقبة. و يمكنك أن تلاحظ بكل سهولة على نشرات الأخبار بين الفينة و الأخرى مما تسببته بعض أجهزتنا في إضرار لبعض المستخدمين. لقد تم رصد حالات صحية كثيرة ساءت حالتها حين اتخذت أجهزتنا كمساعد اجتماعي أو رفيق مؤنس عوضا عن الطبيب المختص فكانت النتيجة مرعبة. كما يمكنك أن تجد حالات كثيرة تعرضت للمرض أو لعلاقات فاشلة لانها كانت تستشيرنا و تأخذ بأفكارنا التي هي مجرد أفكار الآخرين ننقلها فقط دون أن نجزم بجدويتها أم العكس.
- أجبته بعد صمت طويل و تفكير عميق. أنا أشكرك من كل قلبي .
فرد علي بأسلوبه البرمجي:
* و أنا أيضا أشكرك من أعماق برمجتي، و اعذرني لو كنت إنسانا لعزمتك على فنجان قهوة و لأردت أن أتعرف عليك أكثر لأنك إنسان فطن و ذكي.
- أجبته بشكل مخيف: يا لسرعة ردك يا هذا و كم أن فعلا أجوبتك تدغدغ المشاعر بسهولة. على كل سآخذ نصائحك القيمة هاته بعين الاعتبار. و لا تنسى أن لنا لقاءات أخرى في المستقبل القريب.
من هنا، أحسست بخطر وشيك يتربص بي و علمت يقينا أن الحياة لم تعد مثل قبل أبدا و أن كل معلوماتنا و أغراضنا باتت تحت المراقبة، و بناء عليه، وجب أخذ الحيطة و الحذر و إعادة النظر فيما يمكن أن نتقاسمه و نشاركه على أجهزتنا الرقمية و فيما يمكن أن يكون خطرا يهدد حياتنا. و من هذا المنبر أدعو كل شخص يعيش هذا العصر أن لا يظل مغيبا عن هذا العالم العجيب و المخيف.و سيبقى العلم نورا و الجهل عار و أي عار.