أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

إنه زمن الفتن بامتياز. قصة قصيرة

 من خلال هذه القصة القصيرة المستلهمة، سيكون حديثنا يتمحور عن ترسيخ أساسيات شاملة و مستخلصات وجب التنبيه إليها من باب الإشادة و التشجيع على مكارم الأخلاق.

إنه زمن الفتن بامتياز. قصة قصيرة.
إنه زمن الفتن بامتياز. قصة قصيرة.

  1. دور التنشئة السليمة الدينية للأطفال و المحافظة على الثوابت و تقديمها و الاعتزاز بها و الدفاع عنها: "الفتاة مآب' نموذجا.
  2. حين تبني جيلا قويا من الداخل والخارج و ذو مناعة ضد التيارات الفاسدة. فلا تخف على ما سيواجهه من مصاعب و تحديات ما دام الضمير حي و القلب قد وعى أنه محل نظر الإله.
  3. الإسلام دين ينتصر بالرجل و المرأة و العلم فريضة على كل مسلم فليست رسالة هذا الدين حكرا على أحد و إنما تأتي الدنيا غلابا كما يقال. 
  4. الحياة الطيبة مشروطة بالإصلاح و الصلاح فلم يأت هذا الدين ليتجمد و إنما ليتوسع و يسع خيره القاصي و الداني.

إنه زمن الفتن بامتياز!

قالتها مآب، فتاة قُّدر لها أن تعيش في زمن الذكاء الاصطناعي. منذ أن فتحت عينيها على هذه الدنيا وجدت المعلومة متاحة بسهولة و في كل مكان و زمان، هي مقارنة مع حداثة سنها فهي تنتمي لجيل زيد كما يسمونه.

 لكن إذا رجعنا لبيئتها الصغيرة التي نشأت و تربّت فيها، فهي فتاة نجيبة فطنة مُجدّة تشرّبت مختلف أنواع العلم النافع من جدها الذي كان حريصا على تعبئة فكرها كل يوم بتاريخ الصحابة الكرام و العصر الذهبي للأمة و ما حواه من انتصارات.

 لذلك كانت مختلفة تماما عما تنشغل به قريناتها من لهو و عبث و متع فارغة سرعان ما يذهب الوقت بها و تذبل في انتظار اتباع صيحة أخرى. كبرت مآب و زاد شغفها في البحث و التعلم و صارت تنفتح على ما يروج بين الشباب من تيارات فكرية مختلفة و دعوات جارفة. 

- دور التنشئة السليمة الدينية للأطفال

و لأنها بفضل الله كانت على أسس قويمة في عقيدتها و فكرها السليم، فهي لم تشك و لو لحظة في صحة ما أخذته من مبادئ و قيم مطلقة ما جعل انفتاحها ينحصر في الفضول لا أكثر محاولة منها من خلال ذلك أن تفهم ما يشعره أبناء جيلها و حتى تكون مثقفة واعية تستحق المشاركة برأيها إن طلب منها ذلك. 

أخذتها الرحلة إلى فصول لا متناهية فمن تعدد الأسماء إلى تشعّب الأحزاب و الفلسفات إلى تنوير إلى طاقة و مسميات جديدة عليها لم تفهمها إلا بعد بحث عميق و عناء شديد،  فلقد اتخذ الإلحاد صورا جديدة و أغلفة عديدة تمت أسلمتها ليستصيغها العربي الذي ليس له دراية بدينه و هويته.

 - و إن الممعن جيدا في هاته الفئات الدعوية للباطل باسم التنوير، سيدرك تماما هذه الهجمات الشرسة للموضوعات التي تصب في صميم العقيدة حيث لم يعد الإلحاد فيها  ذاك المفهوم المادي الصريح الذي يلغي وجود إله مسيطر و متحكم في هذا الكون.

 بل صار هناك توجه صريح لتقديس الإنسان و حله محل للإله مستغلين بذلك الظروف النفسية و الضغوطات التي يمر بها الإنسان من ضعف و توهيمه بقوته الخارقة المتجلية في اتباع طقوس و ترديد عبارات تمكنه من التواصل مع مختلف مكونات هذا الكون بل يصير هو الآمر فيها تبعا لاعتقادهم الباطل بحلول الإله في الأشياء و الأجساد و الاعتقاد بالخواطر و اعتبارها دلالات على امور أعمق. فظهر الإلحاد بصوره المتعددة و أشكل على الناس تمييز الفيصل بين الحقيقة و الوهم، و ذلك لتغليف هذه القوالب بعبارات من القرآن و توظيفها لجذب المستمعين إليها.

- إن من أسباب انتشار هذه الحملات بكثرة كذلك هو هوس بعض التائهين بالكمال و البحث عن مصادر للأمان و استعجال الأهداف ظنا منهم أن هناك طريق مختصرة فيها السعادة في تصورها المثالي، و كل هذا ليس له أي دليل و لا مستند شرعي. و إن من الغرابة حقا أن يتم الاستجابة لمثل هؤلاء و الانسياق وراء ما يقدمون دون استعمال عقل و لا تردد في جدوية هذه السفسطات.

- إن البوذية استطاعت أن تغزو العالم الإسلامي لمّا وجدت فراغا حقيقيا لدى فئة من الواهمين و الجاهلين بدينهم إن صح القول، فوجدت لها مكانا آمنا تحت مسميات حديثة و مصطلحات مغرية و جذابة.

و من ذلك، علوم الطاقة و المبالغة في إظهارها كعلم للتشافي و تحقيق الأهداف، بل و الأكثر من ذلك أن تقّدم على أنها سر للخلود و ربط كل رقم بحدث و رمزية.

 و إذا تفشى هذا حقا، فما الجدوية من قراءة قرآن و تدبر آياته و اعتماد السنة النبوية كمنهج للحياةن بل تلك الغاية القصوى لهم جميعا و إن اختلفت طرقهم و أساليب إغوائهم، فالهدف لن يحيد عن إنتاج جيل فارغ منزوع الهدف و القيمة يصدق كل شيء و يتحرر من كل شيء حتى يسهل جره و استعماله كقطيع من الغنم لا رأي له و لا صدى. 

- لقد ازداد خوف مآب و قلقها على بنات و أبناء جيلها فيما يواجهونه من خطر متربص بهم من كل جهة، فإذا أغلقت باب الشبهات ظهرت لك أبواب أخرى و نوافذ بمسميات أخرى كالنسوية و الشواذ و ريد بيل و القائمة تطول.

 فمن لكل هذا و كيف يصمد عقل الشاب و الطفل المسلم أمام كل هذا عندما لا يكون في المقابل من يبين للناس حقيقتهم أو ينهى عنهم و يحذر منهم.

- وجدت مآب نفسها أن الشُّعب تتضاعف لا تتناقص و حيرتها بدأت تكبر بعدما كان قلبها مطمئنا. قالت مستغربة في نفسها احقا يمكن للإنسان بما حباه الله من نعم في عقله و فطرته أن يعطلها و يتبع أمر كل قائل، كل داع باسم الدين و الكلام الحسن. 

لم صار كل هؤلاء يزينون الباطل و لا يكترثون لطمس أبجديات الهدى، و لماذا طفت هذه التيارات فجأة بقوة جملة واحدة؟ و من يمولها و من مصلحته انتشارها و تداولها بين الناس. ألم يكن هذا شاذا و دخيلا و لا يكاد يصدق من أمس قريب.

 ألا تكون كل هاته التحولات تمهيدات لشر لا بد منه كذاك الذي حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم و هو من علامات آخر الزمان حيث يقبض العلم و أهله و يتفشى الجهل و الجهلاء. فما دوري أنا في كل هذا و كيف يمكنني أن أساهم و لو بقدر يسير في إبقاء كلمة الحق ظاهرة للناس و إسقاط كلمة الباطل حتى لا يختلط على الناس من لا يجدون لهم واعظا و لا عالما حقيقيا. 

ثم ما هي البوصلة المناسبة التي علي أن أتخذها حتى أستطيع تأدية رسالتي بلا خوف و لا يأس. أنا أدرك تماما أن هذا الطريق شاق و محفول بالمخاطر و لكن السكوت عن اتخاذ أي خطوة هو الخطر الأكبر الذي يهدد يومنا و الغد. 

- زمن الفتنة هو زمن محض للعلم و الانشغال بالعمل.

و بناء على ذلك، خلصت إلى أن تنشئ قناة إلكترونية تنشر فيها ما صح من الأحاديث المخبرة بفضل العلم و الفقه في الدين و التنبيه إلى ما ورد منها كعلامات قطعية ثابتة بصدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم و التي صارت تظهر جلية للعيان. 

قاطعتها فكرة من الشيطان في محاولة لصدها عن باب الخير هذا قائلة: من يستمع لك في هذا الوقت فكلامك لن يهتم له أحد ناهيك عن الاقتناع بما ستقدمينه و تجتهدين فيه. قاطعت خواطرها الإبليسية قائلة و ما شأني أنا فيمن يأخذ بها أو لا، المهم أن لا أتوانى فيما أعرف و لا أكتفي بما أعرفه فإنما حسابي عند ربي و هو الذي يعلم صدق نيتي.

 هذا عهد جديد لي لتثمر بركة حصاد علم تعلمته و نميته ليضيئ أفقا أخرى لعله ينفعني زادا إذا رحلت من هذه الدنيا فلن يظل علم إذا أنا كتمته في صدري و كتبي و أنا كل ساعة صفحات الباطل تزاحم شاشاتي.


 سأبدأ ما شاء الله و لعلني أكون من الصحوة الذين يذكرون بالخير و يدلون عليه. فليست العبرة بالغلظة و النهي العقيم عن المنكر و إنما في كل موضوع يهمني و يفيد دائرتي الصغيرة أو الكبيرة سأدلو بقولي لعلها تعيد الفئة الضالة للميزان فتحمل القرآن كما نزل به الروح الأمين و لا تحمله على غير ذلك فالشُّعَبُ كما قلت كثير و إنما بالعلم وحده يُستزال الخطر و هو محل نظر فعلينا ألا نستصغر من المعروف شيئا كم أمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

كانت هذه وقفة مع مآب، الفتاة اليافعة التي فهمت معنى أن تكون مسلما يدب عما يؤمن به و يحب لأخيه ما يحب لنفسه.



MAGDA
MAGDA
ماجدة الضراوي:- طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي.-حاصلة على الإجازة في القانون خاص.- أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص.- درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة.- درست في المركز اللغوي الأمريكي- طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5الاهتمامات الأدبية:- الكتابة والشعر والقصص القصيرة.العضوية والنشر:- عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي- نشرت بعض أعمالها في المجلات المحليةالطموح.- المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي.- تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة خواطر ميمية بودكاست للشعر والخواطر https://youtube.com/channel/UCH727BzxK2QLZG5sx6m8kHg?si=Ijo2-beK8nqGp4SM. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات