- لا يمكن إلا أن أكون نموذجا غير مسبوق في تاريخي الوحيد، لم أعط الحق لي في اختيارات عديدة لأن الوقت لا يسعفني، و لأن الخيارات إلى جانب الاختيارات لا تنقضي. فالأهم أن أظفر بالذي أدركت من الحماسة و أستثمرها قبل أن تنقضي أو تنقلب إلى استسلام. يعيب علي أن أحلم دائما، لكني اكتشفت أن العيب الحقيقي هو أن نعدل عن الأحلام بصفة رسمية و الحال أننا بدون هاته الأحلام سنظل قطعة من الشطرنج يأكلها اللوم و تتآكل بعذر التأجيل.
- و إن كان في العمر بقية، أزيح ثغرات السنين و أسامح ضعفي و أمد اليد لقلة حيلتي فأكملها بتجاربي و تجارب غيري، امعن النظر و أطلق البصر، و لا أتحدث إلا قليلا أو عند الحاجة. كما افعل الآن فقد مضى زمن و أنا على هذا العهد أقرأ الوجوه و أجيد قراءة الدواخل.فشكرا للماضي و شكرا للالم، بطريقة أو بأخرى، أدركني الترميم فطلعت مني نسخة أخرى تؤمن بالتغيير و لا تأمن لمن يبدو مثاليا فقط لينال التقدير.
- على طاولة الذكريات، لا ذكريات إلا ما استثني مما لا يمكن الانسلاخ منه أو مما هو امتداد لنا، ما هو منا و نحن منه منصهر فينا كتاريخنا، كأهلنا الحقيقيون، كدمعة جارحة و في ذات الآن، هي الململمة و المانحة لفرصة أخرى، تكون شارحة واضحة، تعيد لنا البسمة لنستطيع البداية مرة أخرى.
- لطالما كنا نتساءل، لماذا نعاني، أو لو اقتضت حكمة الله ألا نفهم كنه بعض الأشياء و قيمتها إلا بالمعاناة. و لربما كان العناء سببا ليكون النضج نتيجة و قفزة، و لم لا مرحلة جديدة و عهدا جديدا من الحياة الحقيقية التي تحمل تفاصيل تستحق أن تروى.
  سارع أيها اليوم الهزيل
الجاثم على صدري 
و ارحل سريعا
أنا لا أحب التدقيق.
لقد اكتشفت أنك يوم 
غير مكتمل الشروق.
فما مررت من عمري
و ما كنت صديق.
🌹🌹🌹🌹
و ما عشتك يوما 
و ما عدت أطيق
و ما همني ما تعنيه لي
 و ما همني أن لا تستفيق
و ما حظا أطلبه فيك 
و لا اهتماما
و لا شيئا انتظره
 كي أسطع أو يشع مني  بريق
كيف ننتصر بالحب زمن الموت.
يُباع الموت في عصرنا بثمن بخس و بلا ثمن، فهل يسعنا أن نحب و نتمرد و نعلن الحياة و حب الحياة.
يا عابرة بين جنبات الموت، هيا نرقص معا رقصة الحياة. الحياة التي ما وفت لنا بعهد و لا وعد، نعم تلك الحياة سنعيشها بحلوها، و مرها سيبقى مجرد شر عارض، نعيشه اضطرارا.
لأننا مكتوب علينا، لأننا اخترنا، لكننا بالمقابل لن نستسلم للأحزان حين تنادينا. سنحب بكل ما نملك و نحسم المعركة.
منذ البداية. كان الاختيار مغامرة، و نحن عزمنا على خوضها فلا جدوى من إرهابنا بالموت، نحن من الموت نصنع للحياة فصلا آخر، فالروح آية، و أنت آية في نعم الله شاهدة و استثناء، و أنت من بين الأشياء التي ستبقين الأجمل منها و فيها، لانك كنت في حياتي و أدركت معنى الحياة. فليتشكل الموت و ليتعدد، سننتصر بالحب و إن داهمنا الموت.
- سأكتبني زهرة بين الشتائل، و أكتبني نسيما مع الفجر، سأكتبني ومضة، سأكتبني عودة بعد الرحيل، يوم يتوقف كل همس. سأكتبني الرذاذ حيث يتبعني المطر، و أكتبني الصمود حتى تتجدد الأفكار، و ترهقني أقنعة التجار، و أقطع المسافات لأحقق توبتي من بيئة النفاق، و أظفر بإحساسي في زمن الغربة. بعد أن أرهقتني مساعي من حولي، سئمت نظرة الشفقة، و إلي سأثبت حق الاختيار. هي مدرستي و مملكتي، كي تتبلور جزيئات قريحتي و تستطيع التميز من جديد على أوتار التحرر من الأفكار. لقد أسقطت من عيني مسألة الوقت. و الحياة التي أقضيها تخصني أنا، وعليها سأعتمد في تحديد النهار، متى يبدأ و متى ينتهي. ينتهي عندما أشك في نفسي و أسلم لليأس مفاتيح التطلع لواقع غير هذا، لفكر بدل هذا، لشاطئ يقلني بلا عتاب و لا أسف. فأنا هنا أوحي لغدي أن يستجيب بأمر الله إن كان حتى الحجر موعود بالصدح يوم يصمت كل شيء .
- لي حلم أستطيع تأجيله، لكن شعوري لا يقبل التاجيل، فمن أبواب البر عاجلة خير، أدلفها لأسجل امتنان لحظات قبل أن تمر كراما ، حتى تتكرر و تعود أياما، صار التحدث بنعم الله والتفكير بها لزاما.
- لا شيء يضاهي راحة البال و كأس شاي على شرفة من قرب الجبل، يصير حجم الناس و الهموم صغيرا، و يصير الشعور بداخلي كبيرا كبيرا. لا أثمن من ساعة صفاء تقضيها مع أحب الناس إلى قلبك. و تسجل ذكريات ليوم الوحدة أو الغربة. حياتنا بلا صحبة موحشة و اختيار الصحبة لا شك حظ و عطية، فاحرص على أن يكون لك بين الأوقات متنفسا لتتنفس الصعداء و تزيح عنك مخلفات الالتزامات و الضغوط. نفسك تستحق الراحة فاعتن بها لترى الحياة من زاوية الجمال، فعيناك لم تهب لك عبثا، و لا لتحشرها في لوحات ضبابية. فاسرح في الآي المنظور و اشكر ربك الغفور، قبل أن يمضي الوقت استمتع بكل ما فيك..
رواق
- سرور، كانت هي سفيرته، تحمله أينما حلت و ارتحلت، كانت تنفقه عن طواعية، المشكلة أنها لم تكن تعرف كيف، أين و متى، مع مرور الأيام، اضطرت لتحتكر منه لنفسها فحسب، لم يكن أحد في تلك اللحظة يستحق سخائها. أعادت تحيين أخذها و العطاء، عاشت ممتنة، تغدق عليها فتنتعش، صارت الأكثر ريبة و محط فضول لغيرها. حتى الساعة، لم يدركوا سبب ذلك، و على الأرجح لن يدركوا، و لا يجب أن يعرفوا. فأي شيء تسللت إليه يد آدمية، طاله الخراب...
 أتريدني أن أتجاوز
 و كيف أثق في سور
 لم يحمل نفسه 
أتراه يحملني 
سرعان ما تسلل إليه الوهن
 فتسوس بحمولاة الوشاة
 كانوا يصورون على أنهم الغزاة 
و يريدون أن يفتحوا 
من ورائي قلعات منسية. 
🌹🌹🌹🌹
كل حكاياتي نذرتها للرماد
 في أعلى الربوة
 حيث بدأنا أول مرة 
بنينا الأحلام. 
أقمت عزاء بلا وفاة 
و انطلقت من هناك حياة أخرى
 بدأت لما سلمت للريح
 ما سلف من بئيس الذكريات. 
أجوب الآن كل الصحارى 
و تلك الجزر القاحلة
 لا أخشى منها على نفسي. 
لم أعد أسافر مع القافلة 
🌹🌹🌹🌹
وجدت ضالتي.
 و لا أحتاج لمرشد. 
صار قلبي يدلني أكثر
 و لا ترجمان قد ينفعني
 سوى حوارات سرية
 و هذا القلم العاجي. 
لكم صرت أعشق السفر مع الكلمات.
 لقد أحرقت جواز السفر
 و عذلت عن الترحال.
 

