دأبت على أن أجعل في محتواي نصيبا مهما من الحكم الأدبية التي تثري الفكر و تلهم العقل بجميل الخصال، فنتعود على الأخذ منها ما استطعنا و نرتقي بها في حياتنا.
هذه مجموعة جديدة من الحكم تصب في حث الإنسان على استغنائه بالله عن غيره و تقدير نفسه و ترفعها عن سفاسف الأمور، و كذا حرصه على ما ينفعه في دنياه و آخرته.
👈 لسنا ملائكة
لسنا ملائكة
ولكن ألطاف الله مدركة
على قدر نوايانا نجازى
فإما المنجية أو المهلكة
الحمدلله أن الحكم له
و إليه و ليس بيد الناس
و أحوالهم المربكة
متقلبون كالزمان
لا ثقة و لا أمان
و لا مدارج معهم مسلكة.
👈كما تدين تدان
كما تدين تدان
فاخش الملك الديان
و حاسب نفسك قبل تنعت أحدا
فتهديه حسناتك بلا حسبان.
واطلب وسل العافية
و استغن بها في كل آن
لم أر في الدهر منها أجمل
في الصحة و العقل و الإيمان.
خذ من الدنيا ما يكفيك في رحلتك
و لا تثقل ظهرك بالمال و الأطنان
تتركه يا مسكين بلا استئذان
وتسأل عنه
فيم أنفقته وفيم كان
فكن فطنا واستثمر لرصيدك
قبل فوات الأوان
تجد هنالك ذخرا و ملاذا في الجنان
أيا أخي إن المعروف
يقي مصارع السوء
فلا تحقرن منه شيئان
ابتسامة أو كلمة
تطيب بها الخواطر
و تجلي بها الأحزان
ما أجمل دينك إذ يأمرك بالإحسان
فإدراك المعالي من شيم الشجعان
ولا تنس بعد كل ما كان
أن تشكر ربك و تشعر بالامتنان
👈تأدب
و دعك من سيء الاخلاق و ما يقول
و ما عليك ألا يتأدب
تأدب أنت و انأى بنفسك عنه
هكذا بالك يطول
لن يتغير الذي نشأ في وحل
إن من شب على شيء شاب
عليه حتى الأفول
أخلاقك بك رهينة
فحررها بالتجاوز و التخطي
لا بالنزول
أترضى دونية بعد سمو
هل هذا معقول
تمسك كما كنت بمبادئك
و دع محيط الداء
فالعدوى تلوح ها هنا و السم منقول.
👈كن لبيبا
ليس مهما أن أقول أني أحبك
ما دمت أعيشها و أنت تحسها
إن الأشياء التي لا تقولني أقولها.
إن عاطفتي لا تسعفني و أنا لا أتبعها
إنني متى وجدت السلامة قصدتها.
هذه الحياة أكذوبة لمن يصدقها
و الحقيقة أن تتجاوزها لتفهمها.
كم تحتاج من التذكير
بالحزن بعد الفرح
و العافية بعد السقم
لتوقن أنك على متن دابتها
كي لا تسقط استقم
ستمضي أيامك
مسرعة كالبرق
لم تشبع بعد
من فاكهة العشق
فالدنيا لا يشبع طالبها
هنا تعرف زاهدها من باغيها
هنا ظهرت علة الفرق.
ليس مهما أن تصل
على مكث
أو على عجل
الأهم أن تعيش
ما تريد قبل الأجل
الأهم أن تحيا ريحا
و روحا لا أمل
الأهم أن تحسن النوم
إذا غابت شمسك
أو نجمك أفل.
الأهم أن تقرأ ما خلف السطور
لتحيا لا أن تمل.
👈استعن بالله
و لعل أيامك تأتي كما تبغيها
فاستعن بالله قبل أن تلاقيها
إن في الاستعانة جند
من جنود الله لك يهديها
فلا تستهن بها و رددها
و في كل أمر اسأله
أن يهونها و يهديها.
و أحسن حيثما حللت
كما تريد
أن يحسن إليك فيها
إن الحسنى هو من يعطيها
و يزيد إذا شاء سبحانه و يزكيها
لعل كلماتي
أضحت عجب لكل تاليها
و لكني ارتأيت التذكير
لمن أراد بنفسه أو أهله خيرا
فلتعمل بها
حتى تقطف ثمارها و تجنيها
👈و يسألني...
و يسألني
وهل بعد فساد أعمالي من صلاح
قلت
نعم فتوبة ربي توجب الفلاح
و تجب ما كان قبلها و إن راح ما راح.
قال
و كيف إلى ذلك من سبيل
و كيف أبدأ هل من دليل
قلت
اصدق في حي على الصلاة
تصدقك حي على الفلاح.
قال
و هل من العباد سماح
قلت
أكيد
إذا ردت المظالم
قبل طلوع الصباح
قلت إذا لم تكفر العشير
و ضمدت الجراح
إذا عفوت عند مقدرة
و قلت يا صاح
ألم نكن كذلك من قبل
فمن الله علينا بهذا النجاح
و زادنا كرما في يوم وضاح
أن بلغنا الخيار من الأيام
نغتنم ما نشاء
و نأكل من كل شيء مباح
نقول الحمد لله على الإسلام
و الهداية بعد الضلال
عسى ربنا أن يتقبل منا
و الصلاة و السلام على رسولنا
ملء ما صاح مغرد أو عطر فاح
👈 شكرو ابتهال
يا خير من سئل
وخير من أعطى
و خير من ذكر
يا ربي و رب الناس
يا من بفضله كسري جبر
أحمدك اللهم و أشكرك
قبل و بعد يا خير من شكر
و من هو أهل التقوى
و بفضله ذنبي غفر
لك الحمد في الأولى و الآخرة
و إنك القدير على كل شيء
و على كل أمر قد قدر
و ظني فيك على قدر حبي
و حبي لك له ليس له حد
و انت مولاي و رازقي
فاجعلني لك مؤثرا
في كل شيء قد أوثر
👈لا طوائف
كالجسد الواحد في البدء
كانت صامدة للعدا
فلما تناحرت و تضاربت
تفرقت و تشتتت فتمزقت
طفت شوكتها و زالت هيبتها
فبدأت في التآكل.
كل رقعة استغنت
بعدوها على حدة
ما هذا الشروذ
و ذا الجنون
حتى صار حديث الألسن
لا قوة و لا سلطة
و لا صوت مصعدا
فأنى للنصر مادامت الطرق ببننا
ليست هي معبدة.
لا تسل عن أي الطريق
علي أن أنشدا.
هذا أخوك المسلم تمسك به
و لا تصغ ملحدا
التقوى هاهنا في القلب وقرت
و بالعمل صحت إن كنت حقا موحدا
هو ذا اسلامنا من المحيط إلى الخليج
بل في كل شبر ننادي هيا
طريق محمد فلننشدا.
أركاننا خمسة فقد وجبت علينا
و سنامها يؤذن فلبوا للندا
👈بالعلم أبني
سأبني بالعلم أنوارا و كتبا
و أرفع ذل الجهل عن أوطاني
و أرمي به عجزا و تسويفا
كم شاخ قبله ركن من أركاني
و كم مضى وقت يسارع وقتا
و أنا أكبر فمتى يلقاني
إن كنت أنا أقول و أتمنى
كم من فرص أضعت في هذياني
أنا الذي للعز أصبو جملة
نور في صدري فكيف ينساني
هو وِردي و حظي و حافظي
من عثرات الزمان لست أعاني
فمشقة الجد لا بأس تحملها
و كيف يتحمل من في الجهل طوفان
إذا غدا أمر بين الناس احتار أولهم
و هام آخرهم في سباته جاني
يجني كل شر من ذلة و تخلف
ألا يخشى طبعا أو ختما على قلبه الجاني
أنا قبلت هدية الله لي و سأمضي بها
و أبدأ حي على الفلاح أنعش إيماني.