أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

هل أنت متصالح مع ذاتك: قصص متنوعة

أن يتصالح المرء مع ذاته فهذا يعني أنه لا يخجل من إظهار نفسه و معتقداته و كل ما يؤمن به للناس. بل هو علاوة على ذلك، يدافع عنه و يعتز بهويته بطريقة مختلفة عما قد يراه الآخرون. و حيث يشعر الإنسان بعدم التكلف و بانعدام الحواجز و المعيقات في التواصل، تظهر الشفافية و العفوية و يكون التأثير على قدر صدق البواطن.

هل أنت متصالح مع ذاتك


هنا تجدون مجموعة متنوعة من القصص القصيرة التي تصب في نفس الموضوع.

نشأة أرستقراطية

نشأت و ترعرعت في بيئة أقل ما يقال عنها أنها أرستقراطية. كل العادات والتقاليد و الأعراف، في أسرتها على وجه الخصوص، محددة و مرسومة و كأنها قواعد سامية لا يمكن تجاوزها أو التساهل معها.

كبرت و هي ترى سفرة الطعام كيف تتجهز قبل الأوان بطريقة خيالية. و اللمة فيها لا بد أن تكون محسوبة بملابس و أطقم خاصة . حتى الحديث أثناء تناول الطعام يجب أن يكون باقتضاب و على قدر من المسؤولية. أما من يعاني مشكلة ما فهو له يوم خاص يتحدث فيه عن مشاكله بعدما يكون قد أدلى مسبقا بطلب و أشار في رسالة مكتوبة يقرأها رب الأسرة ليلة السبت عشية الجمعة.

معاناة و تكلف

كانت تحس دائما بعدم الارتياح لكل هذه التعليمات المرهقة. و كانت رغم تواضعها فهي مضطرة لتحافظ عل نفس الأسلوب في طريقة الكلام و حتى لا تبدو عادية و يشار إليها بنظرة وضيعة من أحد أفراد أسرتها.

هكذا اعتادت التكلف و التصنع لتبدو في أبهى حلة و في مكانة مرموقة و هي التي تشعر بالتذمر و الاستياء.

الزواج والتحرر

عندما بلغ منها النضج مبلغه، قررت أن تتزوج لتتحرر من هذا الأسلوب الاستثنائي الذي فرض عليها. تزوجت و عاشت مع زوجها لتكتشف أن كنه الحياة بعيد كل البعد عن ما كانت تراه و تعاينه. فنظرة الناس إليها لم تكن معيارا للاكتفاء و الرضا. و إنما الرضا كل الرضا فيما يشعرها بصدق المشاعر و العفوية، في التصرف بغض النظر عن ميزان و تقييم من حولها. اكتشفت أن الحياة أعمق و تحتاج عقلا أرجح و نية أصدق لتستطيع التأقلم مع باقي الناس.

حياة جديدة

كان الزواج من رجل متوسط المكانة الاجتماعية و الاقتصادية فرصة مناسبة ليطلعها على المهم من الأمور و لتنتهي و تتوقف عن تقدير سفاسفها. كم كانت ساذجة حين اعتقدت أن الحياة التي يجب أن تكون هي تلك الحياة التي كانت بين أسرتها فحسب.

استعادت حرية نفسها و أعطتها حقها في الخطأ و التصويب و أخذ الأشياء كما هي، و ابتعدت عن شيء اسمه المثالية، و رفعت التكاليف و الحرج عنها و عن مكنوناتها. فتصالحت مع ذاتها و صار لها مبدأ جديد في حياتها اسمه الأولوية. فعاشت حرة و عاشت في انسجام و عاشت بسلام.

خلاصة القصة

الخلاصة المستفادة من هاته القصة هي: عش أميرا في نفسك مادمت لا تؤذي أحدا و لا تعش للآخرين أسيرا.

قصة✍️ صدق النيات يثمر المكرمات

اِعلم أنك تتعامل مع رب حي عليم كريم. فقط كن أنت حييا في تعاملك معه يسوق إليك الخير.

مقاومة الفتن

يذكر هو في ساعة من زمن، اعترضت طريقه سبيل مما تشتهيه الانفس من متع الدنيا فأخذه الفضول، مكث قليلا ليعرف و يستكشف. ثارت فطرته السليمة تنافي الشريط لما احتواه من دعوة للرذيلة.

لم تتوضح له رسالة إلا تحريض على الفجور و السفور و تضييع الوقت في عمر الزهور. كان من المحظوظين الذين لا يسمحون لسريرتهم أن تدنس بسهولة.

استحضار الهدف و عدم الركض وراء المشتتات

أغلق المشتت الذي اعترضه، هو لم يأته و لم يطلبه و لكن كاد أن يفتك بجديته. سرعان ما عاد لرشده ليأخذه القدر لموضوع يهمُّه و يُشغِله، وجد فيه ضالته.

البشرى بالنجاح

ها هو طائر البشرى يحثّه على الصبر و الاستمرار في العمل على مشروعه الذي أنهكه. و لما سمعه، استوعب أنه على مساره الصحيح، و أن مشروعه في طور الإنجاز، و أنه مطالب بالمثابرة لا بالمغادرة. و أن ساعته باتت ساعة حسْم لا إسْم و أنه موعود بالنجاح مهما طال المشوار، أو تعددت الأفكار، أو اغترب أهل الدار أو جار من جار.

التوكل على الله

كل ذلك حثّه على أن يستمر على مراقبة ربه. لا ترى عينه إلا ما يرضى و لا تسمع إلا ما يرضى. و زادت بالله استعانته. و استُبشِر بما هو آت، فكفى نفسه همَّ أمسه و غده، و اقتصر على ما يدور في لحظه، فنال سعادة الدارين و غاش في كنف الإله.


إشراقة فجر

اعتاد سليم ذو الأحد عشر ربيعا أن ينزوي في ساحة المدرسة لوحده، قبيل الدخول للصف و عند الاستراحة. لم يعد له سعة صدر لتحمل أنواع الشتائم و النظرات الساخرة و العدائية التي كانت تصيبه كلما تراءى لزملائه في الصف. فتارة يقولون عنه مخبول، و تارة ينادونه بالمعتوه، و هو صامت لا يحرك ساكنا. كان لسليم عينان مختلفتان، فواحدة ذات لون أسود و الأخرى يغلب عليها اللون الأزرق الفاتح. و كان هذا الأمر يشعره بالحرج فيضظر لارتداء النظارات حتى لا تزعجه نظرات الناس من حوله.

مسابقة المواهب

في أحد الأيام، أقام المدرس مسابقة للمتعلمين موضوعها تقديم موهبة فريدة تميز مسيرتهم المستقبلية و كذلك تحفزهم للعمل عليها و التطور فيها. عندما دق جرس الاستراحة قرر سليم أن لا يخرج للساحة. و بقي في مكانه. بعدها بقليل دخل أحد زملائه يأخذ أغراضا له فوجده جالسا فسأله متهكما: يا ترى، في أي موضوع ستكتب أيها الطرطور؟ نظر إليه بازدراء و استغراب و قطب حاجبيه و لم يرد عليه. 

مضت الأيام و اقترب يوم المسابقة.، الكل متحمس للعرض. أما سليم لم يظهر موهبته لأحد، بينما في بيته كان يعكف عليها صباح مساء مثلما كان صغيرا. كان يرسم بالرمل على الزجاج بعشوائية حتى إذا ما انتهى و قلب اللوحة تجلى الإبداع مميزا في كل صورة.

لوحة معبرة

كان موضوعه هاته المرة أن يجسد في لوحته لحظة من حملات التنمر التي كان يتعرض لها ففكر مليا كيف يمكنه أن يوصل رسالة قصيرة تجعل المتلقي يعيش معاناته و يقدر صعوبة الإحساس الذي يشعر به فيعذل عن هذا السلوك المشين. أخذ أدواته و بدأ يخط بيمينه و يفرغ الغضب في اللوحة و دون أن ينتبه، قام بمزج الألوان الباهتة بدرجات قوية و أخرى خفيفة. عندما انتهى قلب اللوحة فإذا بها هو بعينين جاحظتين و خطوط ملتوية بين الحاجبين. 

 كانت الصورة أبلغ مما رسم. أنفاسه مكتومة و غضب جامح، حيرة عابرة مرسومة تخفيها تلك الغمازة الجانبية. كانت الصورة بكل حذاقة و روعة، و بكل تفاصيل دقيقة فيها تقول: كفى أن تنظر إلي بانتقاص و بغرابة و بعدم استحقاق، و حاول أن تعترف أنني مثلك، طفل مختلف لكنني مثلك في كل ما ينتمي إليك، فلعلك تجد في صدقي ما ينقصك في كذبك. كانت الدموع بمثابة شمعة للأمل تدعو كل غارق في أنانيته أن يقدر نعمة التسوية التي منحه الله.

تقدير الموهبة

بعد اكتمال المشهد. كان سليم قد شعر و لأول مرة بارتياح كبير حيث شعر في قرارة نفسه أن ليس هناك ما يدعوه للخجل و الانطواء على نفسه، بل على العكس تماما، فتعبيره عن حالته كان سببا في إعادة ثقته بنفسه، و اختلافه لا يعني أن به مشكلة و أن المشكلة فقط في طريقة التفكير لزملائه و من على شاكلتهم. تبسم سليم في صمت و رفع رأسه عاليا لما انطلق الجميع في التصفيق و الإشادة بقوة شخصيته و حبكته في اختيار الموضوع و إتقانه.

تقدم المعلم إليه بالتقدير و الترحيب ما أشعر رفقائه المتنمرون بالخجل و المقت لأنفسهم لأنه جعلهم يعرفون حقيقتهم و أظهر ضعفهم و عقدتهم في عجزهم عن مجاراة زميلهم سليم.

أشاد المعلم بالفكرة و هنأ صاحبها ونعته بالمبدع الفذ فكان هذا الكلام بمثابة الشعلة التي أضاءت ظلمة سليم و الشمس التي أضاءت طموحاته و أحلامه. و من حينها كانت بداية نجاحه ليصبح بعد ثلاث سنوات أشهر رسام تراجيدي باستعمال الرمل و الزجاج.

تصالح مع النفس 

كان الإيمان بنفسه كفيل ليقنع الناس بحتمية الإيمان بما يقدمه.

MAGDA
MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات