أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

بين ثقافة الإنجاز و الاعتماد على النفس. مقالة.

كما لا يخفى على أحد منا فإن الاعتماد على النفس له مزايا عدة في جميع المجالات و على جميع المستويات. و من خلال هذه المقالة، سأحاول تسليط الضوء على الجانب العملي و الجانب النفسي و الاجتماعي.

بين ثقافة الإنجاز و الاعتماد على النفس. مقالة.
بين ثقافة الإنجاز و الاعتماد على النفس. مقالة.


 * ما هي ثقافة الإنجاز ؟

لكل من ينسحب بسرعة من ميدان العمل و يستجيب بوعي أو بغير وعي لشتى المشتتات و الماجريات من حوله، فيفشل في إنجاز مهامه الأساسية و المهمة في حياته أقول:

  إنه من المهم جدا أن نعرف ما نريد من أهداف صغيرة كانت أو كبيرة، و أن نحيط  بأسباب  و دوافع اختياراتنا لها، و هل نحن حقا قادرين على الدفاع عنها بكل ما أوتينا من قدرات و مهارات خصوصا في ظل هذه السرعة و الازدحام المعلوماتي الذي أصبحنا نعيشه و الذي يأخذ منا حيزا كبيرا من الوقت، إضافة إلى مختلف المواجهات و التحديات التي من المحتمل أن تعترضنا في طريقنا لتحقيق هذه الأهداف.

كيف ننجز مع كثرة الماجريات ؟

 تقريبا، كل فرد منا أصبح ينشغل بهاتفه أكثر من أي وقت مضى، و ذلك لما قد يحتويه من اهتمامات شخصية أو أمور مسلية أو بحث و ما إلى ذلك... و هذا يؤثر طبعا على فعالية إنتاجنا اليومي فيسلب منا الوقت و الطاقة، و أحيانا قد يكون سببا في عدم إتمام مهامنا التي كنا قد عزمنا على إتمامها قبل ذلك. 

المشكلة هنا تعود لعدة أسباب حقيقية و التي من بينها أسباب مرتبطة بنا على الأخص. فالحزم مسألة أساسية في اتخاذ القرارات و المبادرة بما نريد من الأعمال. 

فليست النية كافية و لا البداية، فأي شخص يمكنه البداية في عمله و التحمس له بكل فرح و لكن الصعب هو في أن يواصل الإنسان إتمام مهامه كيفما و مهما كانت الظروف. إن السر في الاستمرار و الحفاظ على نسبة من الطاقة و الصبر بإيجابية بحيث يصر المرء على البقاء و التركيز مع وجود كل المؤثرات الخارجية.

من أسباب عدم الإنجاز 


 إن من أسباب عدم الإنجاز هو أننا أحيانا نأخذ الأمور بأقل أهمية فنتساهل في الإنجاز ظنا منا أنه دائما لا يزال معنا المتسع من الوقت متناسين تماما قيمة هذا الوقت الذي لن يعود. إننا حقا يلزمنا أن نلتفت لمثل هذه الأمور و التي هي في الحقيقة فارقة إن أخذناها بعين الاعتبار و حاولنا تغيير هذه العادة السلبية.
للمزيد تابع الإتمام و الإنجاز achievement and commitment

* ثقافة الاعتماد على النفس 


 كذلك من أساسيات النجاح للإنسان، مسألة التوكل على الله ثم على النفس بمعنى مركزي بحيث لا ينتظر الإنسان و هو ماض في رحلة عمله و تعلمه،  لا ينتظر تشجيعا من أحد أو رد فعل من الآخرين  حتى يستمر أو يتوقف. 

و إنه من أسوء ما يمكن أن يقع فيه هذا المجتهد الطموح ان يجعل الآخرين معيارا لما يقدمه، ففي هذه الحالة سرعان ما تتزعزع ثقته بنفسه و إذا لم يجد من يشجعه أو يحفزه على الاستمرار سرعان ما تنطفئ شعلة حماسه في الإنجاز حتى يبلغ لمرحلة يشك في ما بدأه من البداية فيعتقد أنه أخطأ الهدف و الاختيار. 

إن الاختيارات لا تقاس بما يهتم به الآخرون و ما قد ينال إعجابهم بالدرجة الأولى  بقدر ما هو مرتبط باهتمامات الشخص الحقيقية و التي من المفترض أن تكون نابعة عن إرادة و قناعة مستقلة. لكل من يصبو لغاية ما ، لهدف ما و يبذل كل ما في وسعه ليحققها أقول:

- إن العلم و الإدراك الحقيقي الذي يلزمك هو مدى جدوية هذا الاختيار بالنسبة لك و مدى فعاليته في مجتمعك و مدى مشروعيته اعتبارا لمعتقداتك و الأعراف السائدة في بيئتك. و إن مراعاة ذلك لا ينزع حقك في الاختيار أو الاختلاف. ما أقصده هو أن المهمات التي نتخذها و التي تعتبر صعبة فلأنها تكون مميزة و تستحق بالفعل الجهد و العمل الدؤوب. 

كما يجب أن تكون وراء هذا الإنجاز طائلة و نتيجة حقيقية تجعلك تكمل و لا تتوقف في المنتصف، لأن الأمر بالنسبة لك يستحق ذلك. و إلا، فكيف يمكنك أن تقيس مدى نموك و تطورك و أنت لا تلتزم بالإتمام و المثابرة.

المثابرة أساسية للنجاح


 إن كل هذه المواصفات و السمات هي من سمات الناجحين. و إن سألت عن قصصهم فلن تجد أحدا خلا نجاحه من هذه التضحيات. قد يصل الأمر بالإنسان أحيانا لدرجة أنه لا يجد رغبة في العمل أو  يفكر في تغييره  أو العدول عنه إلى غيره. و ذلك لشعوره  بفتور في مرحلة ما، حتى إذا التفت لم يجد معه أحدا إلا نفسه، فأين أولئك الذين كانوا يحثونه على الاستمرار في العمل و يحفزونه. 

سيجد نفسه يخاطب نفسه وحيدا.  و هنا يجب عليه أن يعطي كل ما عنده و لا يهتم لغير ذلك. سيساعده في ذلك مسألة تنظيم الوقت و تقسيم المهام بحيث يجعل بين أوقات عمله فترات استراحة قصيرة تجنبه من الوقوع في الملل.
 كما ان الدعاء و سيلة ناجعة يتخذها الإنسان إذ يطلب  التوفيق من ربه دائما.

 ثم إنه مما قد يفيده في الاستمرارية و المواصلة هو أن يقرأ في سير من وصلوا من الناجحين قبله و كيف وصلوا.و في المقابل، عليه أن يستخلص الدرس من أولئك الذين توقفوا و لم يواصلوا في طلب مساعيهم. قد يكون عدم الإفراط في التفكير في النتائج سبب وجيه في تحقق فاعلية العمل و التفرغ له و الاندماج فيه. 

هذا و إن الاعتماد على النفس يعد من علامات الكفاءة و الشجاعة. و هذا لا يعني أبدا عدم طلب المساعدة من أهل الاختصاص و الخبرة، بل المعنى المراد هو تحمل المسؤولية الكاملة في اتخاذ القرارات أو تركها بعيدا عن أي ضغوطات خارجية قد يفقد المرء معها قدرته على الاختيار. 

و طبعا فالنتيجة التي تلزم هنا هو تحمل عواقب هذه القرارات و الاستفادة مما أخفق فيها و هذا هو المعنى المختصر لبناء شخصية الإنسان بكل واقعية. ذاك الإنسان الذي يباشر ميدان العمل و يحتك به فتصقل مهاراته و تتطور و تجعل منه أفضل نسخة حقيقية يفتخر بها.
الاعتماد على النفس و التعلق

 و كما سلفت الإشارة في المقدمة، فيمكننا أن ننتقل للحديث عن أهمية الاعتماد على النفس في المحيط الاجتماعي، و هو يمكن اعتباره أمرا مهما في عدة حالات.  نذكر على سبيل المثال:

فالإنسان الذي يستطيع أن يسعد نفسه بنفسه يكون في الواقع قويا بذاته، و إن كان الإنسان اجتماعي بطبعه، فإن تغيرات الظروف و الأشخاص من حولنا قد تظهر فيها علاقات غير سوية و مؤذية، فيكون حينها الإنسان الذي لا يستطيع الاكتفاء بذاته مضطرا للتعامل مع هذا النوع من الأشخاص مما يجعله دائما في معاناة قد يفقد معها الشخص احترامه لذاته. أو قد يتعرض للتلاعب و الابتزاز من قبل الأشخاص الذين يفكرون في استغلال الأشخاص الاعتماديين.
فك التعلق و حقيقة التوكل

و حتى يتخلص الإنسان من هذا الإيذاء، يمكن للمرء أن يقوي اعتماده على نفسه من خلال التعود على خلق أوقات و أنشطة، تسمح له بأن يتعلم كيف يخلق سعادته مع نفسه، فيحمي بذلك نفسه من الاستغلال، كما أنه قد يكتشف طرقا أخرى تخول له تقدير ذاته و تجعله أكثر قوة و صلابة و استمتاعا بحياته في وقت أصبح التغيير سريعا و مخيفا. 

و لا يجب أن نغفل عن أهمية العلاقة الروحية ببن العبد بربه و التي بفضلها يمكن للإنسان أن لا يتأذى بمغادرة الأشخاص أو حتى الأشياء من حوله.

 باختصار ، يمكننا القول بأن الاعتماد على النفس يساهم بشكل كبير في التخلص من آفة التعلق، و هذه الأخيرة مردها حقيقة إلى الخواء الداخلي ببني الإنسان و لو عرف حقيقة ما ينفعه و حقيقة أن لا شيء مستقر في هذه الحياة لما تمسك بشيء أكثر من اللازم. و مفتاح كل هاته الأشياء في التعرف على الله بعلم. 
إذا أعجبك الموضوع، ضع تعليقا في الأسفل و شكرا.



 
MAGDA
MAGDA
ماجدة الضراوي: - طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي. -حاصلة على الإجازة في القانون خاص. - أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص. - درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة. - درست في المركز اللغوي الأمريكي - طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5 الاهتمامات الأدبية: - الكتابة والشعر والقصص القصيرة. العضوية والنشر: - عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي - نشرت بعض أعمالها في المجلات المحلية الطموح. - المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي. - تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات