نعيم العافية، كنز لا غنى لنا عن طلبه و لكننا مع أسف الغفلة لا نمتن كفاية، لا نقدر ما نملكه حتى نُختَبر فيه فنلغي كل أولوية جعلناها من قبل و نود لو نفتدي به كل شيء.
.webp "الصحة تاج. خواطر") |
| الصحة تاج. خواطر |
الصحة تاج 👑
إذا كنت منعما في صحة و عافية، فاطلب الله على استحياء. اطلب بعد شكر و اعتراف لتزيد عليك النعمة، فلا حلاوة لك إذا نقصت أحد أيامك من سلامة. و حتى سلامة العقل و الخاطر من أكبر الفضائل.
و لئن أوذيت في بدنك فقد اختُبِرت في إيمانك و صدقك و اختُبرت في حقيقة ظنك بالله. فلا يفترنَّ لسانك عن طلب العفو و العافية، و ما بعدهما اسأل على مكث أو على عجل.
و اسأل ما تشاء حتى إذا أتاك ما تسعى إليه ذقت رغد العيش، و إن كان النقصان في هذه الدنيا يستلزم الرضا فاستعذ بالله من تحول العافية و فجاءة النقمة و جميع السخط. فتلك الحياة. و تلك الحياة .
رسالة من سقيم إلى سليم
صدقني يا صديقي لن تجد في هذه الدنيا أغلى لك من صحة و عافية و إن كان المال يحقق الكثير.
و بعض الأشخاص يعينون على الأنس و منهم مخلص في العشير.
و لكن لذة الحياة ستختفي مباشرة إذا افتقدت عافيتك و صرت طريح الفراش عالة على غيرك. و ستتمنى لو أنك مت عوض أن تضل تعاني و يعاني الآخرون معك.
الصحة هي نعمة على رؤوس النعم و تستحق العناية و الشكر دائما و لا ينبئك مثل خبير.
هذه رسالتي إليك إن شئت أن ترتب أولويات النعم التي تستوجب الشكر من العبد الفقير إلى رحمة الله القدير.
أناشدك الله أن تعتني بصحتك فتمنع عنها ما يضرها و لا تسرف في الحلويات و السكريات و شرب العصير.
و إن شئت اجعل لك حمية و صوما تستظل ببركتهما و فيهما رشاقة و شباب و فكر منير.
و بلغ سلامي على من استأنس بقولي و رأى فيه حكما و بوحا قصير.
إن عدم الانتباه و اللامبالاة يورث الغفلة و موت الضمير.
و ليس أسوء من سوء عاقبة لا رجوع للإصلاح فيها و إنما حسرة يتحسر بها الحسير.
كيف يجب أن تنظر إلى الأقدار؟
بعين الرضا أم بعين السخط، و كلما كنت مدعيا حب الصلاح أو إليه داعيا أتتك الاختبارات من حيث لا تحتسب لتمحص حقيقة نواياك.
و حين يكون الخطب جلل، تكبرُ حيرتك و تتضاعف مخاوفك في صمودك أمام البلاء، فماذا أنت فاعل إن كنت عاقل، هل تلجأ إلى ربك ليكشف الضر عنك حتى إذا شاء كشفه عنك و نسيت ما كنت تدعو إليه و عدت إلى غفلتك و إسرافك على نفسك، أم أنك ممن أدركته رحمات الهداية فكنت لربك ذاكرا إليه منيبا و منه قريبا حتى إذا جاءك أمر أو أكبر عليك أقبلت بثقة و حسن ظن و ثبات لأنك لا تعبد الله على حرف.
فكما أنك في رحمة الله طامع كذلك أنت لم تكن مقصرا في أداء ما فرضه عليك، و لا تشك في أنك إليه راجع.
و لكم تزداد الطمأنينة في قلبك حين يودع الله فيك حسن الظن به فتسلم له رغم الوساوس و المخاوف، و إنه لدرجة من درجات الإحسان أن تحسن بنفسك هنا و إليها فتعتقها من مصائد الشيطان الذي لن يدع ثغرة إلا شقها لك ليوهمك أنك لست على الله بعزيز لما أصابك.
و لكم تحتاج حينها للذكرى، كم تحتاج لمواقف تقرؤها في التاريخ لتثبُتَ و لا يزّل قلبك أو تهوي بك قدمك فتنكص على عقبيك، و هل تجد أعظم قدوة من رسول الله أو من خليل الله و الذين نالهم ما نالهم من الابتلاء مع اصطفائهم على العباد.
هنالك تبتلى و تزلزَلُ فإما إلى طريق الصابرين أو إلى سبيل المحرومين. و كيف تصبر إن لم يُصبًرك الله و يفيض عليك برحمته لتتقبل و تنظر إلى ما عنده جزاء لما قدمت فيهون بعدها كل ما بعدها.
و لئن رأيت قيمة الدنيا أو وزنتها بالحياة الخالدة لهان عليك مُصابك في هذه الرحلة و لكن النفس جُبِلت على العجل و عدم الصبر، و لكن النفس اعتادت على النسيان.
إنه لمن الكياسة أن يدرك المسلم أنه ما دام بين شهيق و زفير فهو بين نعمة و نقمة يستوجبان السير على جناح الشكر و الصبر و إنه لجهاد و إنه لصعب و إنه لا يدركه إلا المخلصين.
