أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

"رواء مكة" بعيون خواطر ميمية. قصص قصيرة

  

 رواية" رواء مكة" للكاتب و المفكر الكبير حسن أوريد،  فيها من المتعة التي تجعلك ما تنفك من قراءة أحداث  معينة حتى يقودك الفضول لما بعدها  لتكتشف سر هذا الرواء الذي كان بمثابة الماء العذب الزلال الذي يمكث في الأرض و ينبت الزرع.  و رغم أنني لم يكتب لي بعد أن أزور تلك البقاع المقدسة إلا أنني عشت هاته المشاعر الروحانية الجياشة مع الرواية لاستشعار صدقها.

رواء مكة بعيون خواطر ميمية.قصص
رواء مكة بعيون خواطر ميمية.قصص


رواء مكة بعيون خواطر ميمية.قصص

مقدمة على الهامش

متلازمة الكتابة أو الكتب:

و كنت إذا جن الليل أقفلت بابي. و في الأحلام فتحت بابا لأبني على هامش الخيال سؤالا و ألف جواب. أحمد الله على النعم و على نعمة الورقة و القلم. هذا الذي يصاحبني حيثما أحاوره فيستمع إلي و يساعدني لأطرح كلاما قبل أن ينقطع حبله بداخلي بين الولادة و العدم. قد لا يكون ما أخطه مهما أحيانا. لكنه لا يقل أهمية عن كونه يساعدني لتبقى قريحتي خصبة تضخ الفكرة و تصوغها في تعابير كما يُضخّ في القلب الدم. 

ما فائدة الصديق إذا لم يكن أهلا لتبوح له بما يزعجك، و هل يكون صديقا إذا كنت تتردد في البوح له، و حتى إن فعلت، هل تضمن حفظه لسرك. لذلك لن تجد أوفى لك من أوراق معدودة، تعهد إليها بما تخاف نسيانه و تحفظ على صفحاتها أغلى ما تشعره. و تعود حين تشاء لما دونته سابقا لتحيي الذكرى أو تستخلص العبرة. فلن تجد بأسا من مصاحبتك القلم.

 قالتها هذه الكلمات و هي تحاور نفسها في تعجب من إدمانها فجأة على الكتابة و المطالعة.

 لقد باتت بالنسبة إليها المرتع اليومي الذي تنهل منه كل يوم قدرا و حصة. حتى إنه لا يكاد يخلو يوم من مقارعتها لأحد النصوص أو استكشاف أحد الكتب. لقد وجدت خلاصها فيها بعد جهد و عناء و تذبذب و إقبال و إدبار، و تاهت بين الكثير من الهوايات فأخفقت أن تجد فيها سعادتها أو ما يريحها. كانت تحمل نفسها لتتسلى بما يتسلى به غيرها لكنها اكتشفت أنها مختلفة عنهم فلم تكن تستهويها التجمعات و الثنائيات إلا قليلا. 

تذكر في أحد الأيام أنها أخذت رواية تحت عنوان لا عنوان لها و عكفت على إتمامها فلم تتممها و أطالت فيها المكوث حتى أوشكت على تركها من شدة الملل الذي شعرت به أثناء قرائتها. تقول هي: من يعترف بجدوى القراءة إلا من كان مريضا فاتخذها له طبيبا أو كان غريبا فوجد فيها الألفة و السلوى. و هي كانت بالنسبة لها العوض عن المفقودين في حياتها. كانت  الرابطة القلمية الأحادية التي أسستها، كانت تهرب اليها من سطو الغرائز و دأب الشهوات المترددة و المنفتحة على مصراعيها. فكانت تتقي بها زيغ النفس. بعد أن تحررت بالكتابة لم تعد لها أولوية في متنفس آخر. 

رواء مكة بعيون خواطر ميمية 

 قلما تجد كاتبا تقرأ له فيجعلك تعيش معه الأحداث من خلال الصفحات. إن  الكاتب العظيم هو الذي يجعلك تبكي و تفرح و تخاف و تتأمل  و تترقب مع الأحداث، و كلما كانت الأحداث صادقة كان وقعها على قلبك أشد و كان تأثرك بها.

- إن من أشد ما جعلني أعحب برواية رواء مكة هو تسليط الضوء على الغايات الحقيقية التي جاء بها الإسلام و التي ظهرت في القصص التي تحدث عن شخصياتها من كرم و حسن معاملة و إيثار مما تنتفي معه كل مصلحة دنيوية لتكون خاتمة الكتاب الاختبار الحقيقي بين مطلب النفس و الهوى و حظها في المنصب و بين التركيز على تجارة الآخرة. هناك كانت رسالة مباشرة و صراع وجداني حقيقي و مصيري لتترتب تبعاته و تبرز التضحيات في سبيل الخلاص الآمن رغم مغريات هذه الحياة الفانية خصوصا لمن ذاق متعها، ولكن ما لمسته حقيقة هو ذاك القبول و الإخلاص الذي أنعم الله به لتكون الحجة جابة لما قبلها و فتحا لما سيأتي بعدها. 

رواء الجدة قبل رواء مكة

- لقد شكلت شخصية الجدة للكاتب أهمية كبرى في تحول حياته و كانت عنصرا قويا دعمت قناعته في رحلة إيمانه الجديدة. الجدة تلك السيدة الأمية التي لم تظفر بحظ الكتاب أو الكتاب، كانت مدرسة في التشبث يقيم الدين و حب النبي العدنان و قد تجلى ذلك في مجموع الأذكار و الأوراد التي كانت ترددها و الكاتب لا يزال طفلا صغيرا في حضنها. لم تنجح مختلف التيارات العلمانية و الغربية في اجتثات عقيدته رغم تضلع فكره في العديد منها.

 و لأن مجمل الشعائر الدينية كانت بالنسبة للكاتب لا تعدو أن تكون طقوسا مبهمة التأويل و التفسير فقد كان اللقاء في مكة و رؤية الحجيج في ذلك المقام و شعائر الطواف و السعي، كانت تحمل دلالات أبلغ من أن تفسر و تشرح. لقد كان اللقاء داحضا للشكوك التي تكونت من قبل و مزيلا لأي غشاوة تربت و ترعرعت في أحضان الغفلة. كما لا ننسى أن نشيد بالأساتذة الذين كان لهم الفضل في توجيهه و ترسيخ هوية العروبة و العزة من خلال التطرق لشخصيات تاريخية بصمت التاريخ برمته.

اللقاء في مكة: صور مؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار.

- عندما يدرك الإنسان المسلم أن الإسلام شيء أعمق و أكبر من القول، عندما يستشعر قرب مولاه و حلمه و كرمه، لا يريد ان يبرح أماكن الأمان و الطمأنينة لما تجلى له فيها من صدق و حقائق و كأنها لحظة من اللحظات التي ذكر فيها الصحابة حالهم عندما يكونون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اخبرهم أنهم لو بقوا على تلك لصافحتهم الملائكة ثم إذا انصرفوا عنه شغلتهم الدنيا. 

- يكفي المؤمن فخرا أنه يستشعر أحوال أخيه المؤمن في أي مكان كان فيه و أي جنس أو قبيلة أتى منها و إن لم تكن له حيلة. معجزة الإسلام تجلت في بذرة الحب و البغض في الله، و هي بقدر إعحازها بقدر ما حيرت أعداء هذا الدين الذين لم يوفقوا في معرفته على حقيقته فكانوا أجدر لدحضه جهلا به و مقتا له حتى لا يدخل للناس في دين الله أفواجا.

رواء مكة: ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار .

 بيد أن سنة الله ماضية و البشائر تتحقق على يد من استحقوا شرف إعلاء كلمة الله فجاهدوا فيه طلبا للاهتداء فهد اهم الله سبله. و إني لوددت أن أعيش لأجل هاته القضايا السامية التي تلغي الفوارق و لا تحصر الدين في طقوس جوفاء بل تساهم و تهيئ للمسلم ليترسخ لديه أن الهدف تطهير و تزكية ليس إلا فكيف بدخول الجنان و القلب لم يسلم. هي تحية إكبار و شكر لكل بوح من الكاتب خرج و خط للناس ليكون من إحدى البصائر و مشكاة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورا.

MAGDA
MAGDA
ماجدة الضراوي:- طنجة. المغرب. - صانعة محتوى كتابي أدبي.-حاصلة على الإجازة في القانون خاص.- أستاذة لغة إنجليزية بالسلك الابتدائي الخاص.- درست القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في معهد عائشة أم المؤمنين بطنجة.- درست في المركز اللغوي الأمريكي- طالبة في برنامج البناء المنهجي دفعة البشائر 5الاهتمامات الأدبية:- الكتابة والشعر والقصص القصيرة.العضوية والنشر:- عضوة في منتديات متعددة في الوطن العربي- نشرت بعض أعمالها في المجلات المحليةالطموح.- المساهمة في إثراء المحتوى الأدبي.- تسليط الضوء على صوت المرأة في مجال الكتابة الإبداعية وباقي ميادين الحياة. رابط القناة خواطر ميمية بودكاست للشعر والخواطر https://youtube.com/channel/UCH727BzxK2QLZG5sx6m8kHg?si=Ijo2-beK8nqGp4SM. رابط القناة على اليوتيوب: النسخة الإنجليزية https://www.youtube.com/@memeathoughts-dr
تعليقات